تناولت المقالة خصائص اللغة العربية، وهدف كاتبها إلى توضيح مزايا نحوها وألفاظها ومعانيها، ورجع إلى مراجع اللغة العربية ونحوها، واستهلّ بالرد على المطاعن الموجهة للغة العربية، وعرض مزاياها بوصفها لغة القرآن الكريم، لغة خير أمة أخرجت للناس، ثم تناول نحوها الذي وضع على يد أبي الأسود الدؤلي بإشارة من علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، حمايةً لها من اللحن فالتحريف، ووضعت قواعد النحو بالاستقراء، حيث يجري النظر في كلام العرب ثم يستخلصون القوى التي تنطبق عليه، وأورد الكاتب أن اللغة العربية بطبيعة حروفها أطوع اللغات على التشكيل والإثراء، وأثبت مرور الأيام وتوالي العصور أنها أقدر من غيرها على احتواء الكثير من المصطلحات الحديثة، وإن نحت المصطلحات الفلسفية الحديثة الصعبة أكبر دليل على تراثها، فإذْ عجزت لغات أوروبية عن أنتاج بدائل للعديد من المصطلحات اليونانية، فإن اللغة العربية قد استطاعت ذلك، ثم تناول قضية الترادف المتمثل بتوافر لفظين أو أكثر لمعنى واحد، وذكر أن الترادف لا يعني الاتفاق، وليس هناك لفظان يدلان على معنى واحد، واستشهد بآراء أبي هلال العسكري الذي أورد مجموعة كبيرة من الفروق الدقيقة بين الكلمات مختلفة اللفظ التي يُظن أنها متشابهة المعنى كالكأس والقدح، والعام والسنة، ومن أوجه تعليل وجود الترادف في العربية أن العرب قبل الإسلام كانوا قبائل متفرقة لكل قبيلة لهجتها الخاصة ومسمياتها الخاصة التي يُعزى إليها ظهور الترادف، والترادف فيه ثراء ومرونة، ويمكّن الشاعر من حرية الاختيار والتعبير والنظم، أما عن التضاد الموجود في ألفاظ العربية فقد أرجعه شوقي ضيف إلى تباعد قبائل الجزيرة، واستخدام إحداها لفظًا لمعنى معين، واستخدام أخرى لمعنى مقابل اتفاقًا ومصادفةً، والترادف والتضاد ظاهرتان موجودتان في اللغات الأخرى كالإنجليزية، ثم ردّ الكاتب على الدعاة إلى العامية وما في دعواهم من مخاطر على العربية ووحدة العرب، وخلص إلى أهمية المحافظة على لغة القرآن الكريم.
|