تناول الكاتب رسوم المُلك عند المرابطين ثم الموحدين، والمواكب السلطانية، ورسوم المُلْك في الدولة الحفصية، والأعلام وألوانها وأنواعها ودلالاتها، ولباس الأمير، وحراسة موكب السلطان في خروجه للصلاة أو الصيد أو التنزه أو السفر، مستهدفًا توضيح مظاهرها. وقد رجع للمصادر التاريخية وكتب الأحكام السلطانية وسير الحكام للفترة المدروسة. وقد استهل بتناول الرسوم والمواكب قبل عهد الدولة الحفصية، حيث اتسمت بالبساطة في عهد المرابطين والموحدين. وأشار إلى تشابه ألوان الأعلام بين الدول المغربية الموحدية والحفصية والمرينية، إلا أن الدولة المرابطية اتخذت السواد شعارًا لها في أعلامها ولباسها الرسمي. وتحدث الكاتب عن رسوم المُلْك عند الحفصيين، حيث كان شعار المُلْك العَلَم المسمى بـ (المنصور)، وهو لواء أبيض وسمي أحيانًا بالعلم الأبيض، وكان يُحمل في المواكب الرسمية ومعه سبعة أعلام يتوسطها، وإلى جانبه علم أحمر وأصفر وأخضر، أما أعلام القبائل التي تسير مع الخليفة فكان لكل قبيلة علم كتب عليه ما تعرف به، لكن جميع أعلام القبائل تحمل عبارة الشهادتين، وكان الأمير يضع التاج على رأسه فوق عمامة كبيرة مصنوعة من الصوف، ولها عذبة صغيرة، وله جلباب منسوج بخيوط من الحرير والقطن، أو من الحرير الخالص، أما ملابسه فمصنوعة من الخزّ بلون أخضر ضارب للسواد. وفي يوم الجمعة يخرج قبيل الأذان بين خواصه وحراسه، ويتقدمه وزير الجند، وليس له مقصورة خاصة للصلاة كما كان لسلاطين بني الأحمر. وكان من عادته أن يركب وعن يمينه فارس وعن يساره فارس، كما يسير إلى جانبه رجلان متسيِّفان، وخلفه جماعة من أكابر الدولة مرتبين عند خروجه لصلاة العيدين أو السفر، ويصاحبه مئتا فارس في خروجه للتنزه فيسلك زقاقًا محجوبًا عن العيون ممتدًا ما بين قصره وبستانه.
|