تستند تجربة الملك عبدالعزيز آل سعود إلى المرتكزات الإسلامية، وتناول الكاتب السمات الأساسية لتلك التجربة ومصادرها، ليتبين ارتباط تاريخه العسكري بالعقيدة المنزهة عن البدع والمنكرات.
لقد نشأ الملك عبدالعزيز في بيئة صالحة، وتلقى تربية صالحة على يدي والده الإمام عبدالرحمن بن فيصل، واتسم بذكائه وقوة إرادته ووعيه للتاريخ وبخاصة تاريخ أجداده. كان زعيمًا وثيق الصلة بتراث قبلي وفكري وعقدي، وقد أولى تعميق ثقافته الإسلامية اهتمامًا فائقًا بالقراءة والمجالس اليومية، التي كان يحضرها العلماء، وعني باختيار القراء من حفاظ القرآن الكريم العارفين باللغة العربية ذوي الأصوات الواضحة الحسنة، وكان ينتقي بنفسه أو بمعونة العلماء كتب مطالعته، ومن أولئك العلماء حمد بن فارس الذي اشتهر بعلوم العربية والفقه معًا، وكذلك عبدالله بن أحمد آل عجيري الذي كان عالمًا أديبًا عرف بقوة الحافظة وكثرة الدراية والرواية وحسن الصوت. وقد استعرض الكاتب عنوانات الكتب التي انتقاها الملك عبدالعزيز لتُتلى بين يديه في موضوعات التفسير، والحديث الشريف، والتوحيد، والعقائد، والسير، والمغازي، والتاريخ، والسياسة الاجتماعية، والسياسة الشرعية، والأدب، والطرائف، والوعظ. وكان يحفظ الكثير من القرآن الكريم والحديث الشريف. وكان مما شغله في بناء الدولة الوحدة الفكرية في أقاليمها فواصل مساعيه حتى أفلح في توحيد أرجاء الدولة فكريًا كما وحدها إقليميًا. وهكذا أتبعت الوحدة الإقليمية بقوة فكرية تمثلت بوحدة العقيدة والمذهب التي بنى على أساسها نهضة الدولة القضائية والتعليمية.
|