وصف موجز لآخر رحلة قام بها دنمركي مبعوث من الجمعية الجغرافية الدنمركية ليمهد لرحلة بعثة علمية دنمركية لدراسة الصحراء الجنوبية الكبرى للجزيرة العربية، وقد حصلت تلك البعثة على إذن من الحكومة العثمانية بالذهاب إلى الأحساء وزودت مبعوثها الرحالة بآلات المساحة، وأجهزة التصوير، وقياس الحرارة، والضغط الجوي، وبتعليمات للاتجاه بعد ذلك إلى البحرين فالقطيف أو العقير، ثم الهفوف لدراسة واحة الأحساء، ثم التوغل قدر الاستطاعة غربًا وجنوبًا لاستكشاف تلك المناطق، فسافر إلى القسطنطينية ثم بغداد، واستأجر خادمًا عربيًا نصرانيًا من الموصل اسمه حنا لكنه اتخذ اسمًا مسلمًا وهو علي وهو في صحبة الدنمركي، وركبا إلى البصرة، ثم سافرا إلى الكويت للانطلاق منها إلى الأحساء برًا، وزوِّد بخطابات وبجواز سفر تركي لاستخدامه في الأحساء، وسافر إلى الزبير ولاقى حسن الضيافة العربية من عبدالوهاب المنديل أحد أثريائها، ولاحظ فيها قلة عدد المقاهي والمدخنين مقارنة بالبصرة، ثم جهزه المنديل للذهاب إلى الكويت من ماله الخاص، وانطلقت قافلة الرحالة إلى الكويت قاصدًا قصر الشيخ مبارك الذي استقبله ووعده بتيسير رحلته إلى القطيف والهفوف، وقد قدم الرحالة وصفًا للكويت، وقصر الأمير، ونشاطاته، وموارده، وسوق الكويت، ومينائها، ومراكبها، ونوه بحالة الأمن والاستقرار فيها، وكانت التجارة والملاحة فيها في أيدي البريطانيين، وغادر الرحالة الكويت في السادس من ربيع الأول سنة 1330هـ، ووصف رحلته بالتفصيل إلى بريدة، والزلفي، والغاط، وجبل طويق، والرويضة، وواصل المسير حتى وصـــل الدرعية، ثم الريـــاض، وقد وصف الإمام عبـــدالعزيز آل سعود رحمه الله ، وكان في حملة لتأديب عربان عتيبة الذين نهبوا قوافله، والتقى والده الإمام عبدالرحمن - رحمه الله -، والذي ساعده كي يلحق بقافلة متوجهة إلى الأحساء التي غادرها إلى البحرين، وقد قدم الرحالة الدنمركي تفاصيل ذات أهمية تاريخية للأحوال الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، والإدارية، والعسكرية، والأمنية للأماكن التي عبرها أو نزل فيها، ونوّه بالحفاوة والكرم الذي لاقاه من ضيوفه في تلك الأماكن
|