تناول الكاتب موضوع السلام والحرب في الشعر العربي مستهدفًا توضيح أبعاد معالجته ومضامينه وأساليبه، وقد رجع إلى كتاب الإسلام والعصر الحديث. وقد ابتدأ بتحليل إحدى قصائد الشعراء الصعاليك في الجاهلية، وأوضح ما فيها من احترام العربي للفارس البطل الذي يدافع بقوة وشجاعة دون عرضه وشرفه وماله، وقد قدّر الإسلام البطل الذي يدافع عن الحق والخير ضد الاعتداء والظلم والباطل، بل حضّ على الثبات في الجهاد ومواجهة العدو، وعدّ هروب المقاتل من المعركة من الكبائر. ثم انتقل إلى تناول السلام في الشعر الجاهلي، وبيّن أن عددًا من شعراء العرب كان ينادي بالسلام بين العرب، ومنهم الشاعر التميمي ذو الإصبع العدواني. وقد صوّر في قصيدة معبرة عن الأخلاقيات العربية الرفيعة الحلم عند الغضب، والترفع عن الدنايا، ومراعاة الأرحام، وحب التسامح والصفح، والدعوة إلى الهدوء والسلام. ثم اقتبس شعرًا لطرفة ابن العبد يصوّر فيه ظلم الأقارب وقسوته على النفس، والقريب محسوب في جانبه المودة والرحمة، وأوضح تناول السلام في عصور الإسلام، فما من دين دعا إلى السلام كما دعا إليه الإسلام، والأدلة كثيرة على ذلك من الكتاب العزيز والسنة الشريفة، ولم يلجأ إلى القوة إلا بعد استنفاد كل وسائل الإصلاح السلمية. ومن المظاهر التي يحرص عليها الشعراء اعتزازهم بالدعوة إلى السلام الحقيقي، وإرشاد الناس إلى محاسن السلام وخصائصه الحميدة والتمسك به، وردّ الاعتداء على المعتدين الذين لا يجدي معهم إلا الوقوف في مواجهتهم. وقد حلّل الكاتب مختارات شعرية متعددة، وحلّل المظاهر فيها. ثم ناقش مظاهر السلام في شعر صدر الإسلام، كما ناقش تناول شعراء العصر الحديث للسلام والحق والحياة الأبيّة الكريمة الرافضة للظلم والهيمنة .
|