تحالف عمارة دونفس زعيم قبيلة الفونج مع عبدالله جماع زعيم قبيلة القواسمة، وقامت بتحالفهما دولة سنار سنة 1910م. وقد تناول الكاتب تاريخ هذه الدولة، ومساهمتها في الحياة الإسلامية في السودان، وقد رجع للدراسات التاريخية، ومصادر الأدب الجغرافي، والرحلات، وانتشار الإسلام المتصلة بمنطقة الدراسة. واستهل تناولهُ ببيان أهداف التحالف الذي أملت قيامه ضرورات إسلامية، من بينها الجهاد في سبيل نشر الإسلام والدفاع عنه، ومدافعة مسيحيي علوة. وأملته أيضًا ظروف اقتصادية للمحافظة على تجارة القوافل التي تعبر أراضي قبائل رعوية متعددة وقوية تولى عبدالله جماع وعمارة إخضاعها وتوحيدها. وقامت تنظيمات الإدارة في المشيخات التي دخل زعماؤها في الاتحاد السناري في نطاق كفل تأمين المصلحة التجارية. وقد جلب الاتحاد السناري إلى البلاد فترة استقرار وأمن وطمأنينة نمت خلالها حضارة عربية سودانية، وقامت على أثر ذلك دولة عربية إسلامية في السودان أسهمت في الحضارة والدعوة الإسلامية في مجالات منها، أولاً: نشر الإسلام، ومواجهة التحديات العسكرية لمملكة علوة المسيحية آخر عقبة في سبيل انتشار الإسلام، ومحاربة الشلك والأحباش. ثانيًا: نشر الثقافة الإسلامية عن طريق الدعاة الصوفيين الذين كانوا يمثلون الثقافة الدينية غير العلمية التي تسربت إلى دولة سنار على أيدي دعاة ومواطنين من بلدان العالم الإسلامي الأخرى، وعن طريق الفقهاء الذين أسهموا في شرح مبادئ الإسلام، ونهي الناس عن عاداتهم ومعتقداتهم المتعارضة مع الإسلام. وقد تطرق الكاتب إلى حرص ملوك سنار على حسن الصلة مع مصر والانتفاع من علم علمائها وفقهائها، ثم تطرق لدور التجار في مجال الدعوة إلى الإسلام، ودور الفكيين (جمع فكي) الذين نشروا الإسلام في المناطق الوثنية، وسعي ملوك سنار لتطبيق الشريعة الإسلامية في الأحوال الشخصية، وفي الأموال، وجمع الزكاة، والعشور، وتطبيق الحدود الشرعية، وكان نظام الحكم في الدولة غير مركزي. وإجمالاً كان لهذه الدولة الإسلامية دور مهم في الدعوة الإسلامية .