عالجت المقالة الوضع والنحل في التراث العلمي العربي، لبيان ما أُدخل فيه وما أُقحم عليه من النقلة والنساخ والكيفية التي تم بها الوضع أو النحل ومظاهره ودور النقلة والنساخ في ذلك، وقد رجع الكاتب لمجموعة من كتب التراث العلمي العربي والدراسات التي تناولته. وقد استهل مقالته بتناول الوضع والنحل في الأدب العربي، ثم تطرق إلى وجودهما في التراث العلمي العربي، ثم تناول دور النقلة أو المترجمين، وأوضح بدايات ممارسات الترجمة في العصر الأموي، وازدهار الترجمة في العصر العباسي وتلقيها الدعم والتشجيع من الخلفاء، فكثر النقلة إلى اللسان العربي من لغات عديدة. ووضح الكاتب دور النقلة في سوء النقل من حيث أن عددًا منهم كانوا مجرد نقلة أو مترجمين فقط ولم يكونوا ملمين بموضوعات الترجمة أو مشهورين فيها كالفلسفة والطب، وتمخض عن عملهم كثرة المعرّبات كثرة واضحة مثل قاطيغوراس، وأنالوطيقا، وكان لديهم أخطاء في النقل تحتاج لإصلاح مثل ابن شهدي الكرخي الذي نقل من اللسان السرياني إلى العربي نقلاً رديئًا، كما ترجم أيوب الرهاوي كتاب: الحكمة الطبية لجالينوس ترجمة سقيمة، وحاول جبريل بن يختيشوع أن ينقح الترجمة فجاءت أسوأ مما، كانت ولذلك قام حنين بن إسحاق بتصحيحها، وعرف عن النقلة السريان أنهم كانوا كثيرًا ما يدسون في الكتب المنقولة، أو يبدلون، أو يحذفون بما يمليه عليهم هواهم الديني والمذهبي، وكان للشعوبيين أيضًا دورهم في التحريف والتشويه في النقل، ثم درس دور النساخ في ارتكاب أخطاء هي من قبيل التصحيف والتحريف وإسقاط بعض الكلمات خطأ، وبعضها زيادة أو تصرف متعمد بالنص الأصلي. واختار الكاتب علوم المعادن ليوضح ما ألفه العرب وما نقله المترجمون وكتبه النساخون فيها وما أصاب تلك المؤلفات من آفات ونقائص على أيدي النقلة والنساخ، ودرس كتاب الأحجار المنسوب لأرسطو، وقيل أن الذي نقله إلى العربية ابن سرابيون، فأبرز الكاتب ما في نقله من تحريف وقصور وعجز، كما أبرز دسّ النقلة بالقرائن مما كتبه القزويني في عجائب المخلوقات، ثم عرض الكاتب أخطاء النساخ العادية والمقصودة من خلال تناول كتاب الجماهر في معرفة الجواهر للبيروني، وكتاب الجواهر وصفاتها ليحيى بن ماسويه
|