تناولت المقالة الأسبلة التي أنشأها الملك عبدالعزيز آل سعود ــ رحمه الله ــ على الطريق بين مكة المكرمة وجدة، بما يُسهِّل على الحجاج والزوار حصولهم على المياه المبرّدة، ورجع الكاتب لمصادر سيرة الملك عبدالعزيز وتاريخ المملكة العربية السعودية وآثار مكة المكرمة. لقد عثر على ثلاثة أسبلة بنيت في مواقع متفرقة على الطريق المذكور، وصمِّم كل منها على أساس مؤرخ بعام 1331هـ/ 1942م، وجاء تصميم الأسبلة سهلاً في بنائه، ومتناسبًا مع إمكانات البيئة من حيث المناخ والمواد الخام المتوافرة في المنطقة، ومتفقًا مع أسلوب تصميم الأسبلة العثمانية على الطريق بين مكة المكرمة وجدة، مما يشير إلى احتمال بنائها على يد معماريين سبق لهم العمل في العصر العثماني، وهذه الأسبلة: بئر أم، وحداء، وبئر المقتلة، وكان الدافع لإنشاء الأسبلة عامل الدين والمسؤولية، وعدم كفاية الأسبلة السابقة للوفاء بحاجة المارّة من المياه، ثم اتساع نطاق العمران لمكة المكرمة وجدة. وقد قدمت المقالة وصفًا تحليليًا لمواقع الأسبلة وتصميمها، فأما سبيل بئر أم القرون فيقع غرب أعلام حدود حرم مكة الغربية بنحو ,12,2كلم، ويبعد عن الطريق المعبّد كيلاً واحدًا تقريبًا، ولم يكن في هذا الموقع سبيل ماء إلى عام 1318هـ/ 1900م حسبما ورد في وصف إبراهيم رفعت للموقع في العام المذكور، ويقدر عمق البئر بنحو (10) م، ويبلغ طول السبيل من الخارج (2.60) م، وعرضه (1.55) م، ومن المحتمل أن يكون ارتفاع فتحات السقيا عن مستوى الأرض مترًا واحدًا. أما سبيل حداء فيبعد عن أعلام حدود حرم مكة الغربية نحو (9.1) كم، ويبعد عن الطريق المعبد حوالي (75) م، وكانت حداء معروفة لعابري الطريق بين مكة المكرمة وجدة في العصر العثماني، ويبلغ طول السبيل من الخارج (2.50) م، وعرضه (1.54) م. وأما سبيل بئر المقتلة فيقع شرق أعلام حدود حرم مكة الغربية نحو 10كلم، ويبعد عن الطريق المعبد نحو (40) م،وطول السبيل (52م) ، وعرضه (136م). وانتهى الكاتب إلى التنبيه إلى ضرورة ترميمها والمحافظة عليها.
|