دراسة لوثيقة صادرة عن الإمام عبدالرحمن الفيصل آل سعود، وابنه الإمام عبدالعزيز إلى المسلمين، وهي مؤرخة في الثالث من ذي القعدة عام 1334هـ، ومختومة بختم الملك عبدالعزيز، وهي مصدَّرة بالبسملة، وتقع في صفحة وربع تقريبًا من الحجم الوسط وخطها واضح مقروء. ويكشف تحليل مضمون الوثيقة عن العناية بأربعة أمور حيوية هي: الاهتمام بالدين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأداء الصلاة والحرص والمحافظة عليها، والتحذير من الربا والتعامل به. ويشير الباحث فيما يتعلق بأول هذه الأمور أن الملك عبدالعزيز قد عني به أعظم عناية، وإن هذه الدولة قد قامـت من البدايــة على العقيــدة السلفية التي دعا إليها الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - وهي عقيدة مبنية على توحيد الله عز وجل، كما اهتم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لضرورته لإصلاح العباد في معاشهم ومعادهم، وفي الفترة الممتدة ما بين عام1282 حتى عام 1319هـ كان الاحتساب يقع على كاهل المتطوعين من العلماء والقضاء والدعاة، وبعد دخول الملك عبدالعزيز للرياض عام 1319هـ ، واستقرار الأوضاع أمر الشيخ عبدالعزيز بن عبداللطيف آل الشيخ أن يمارس أعمال الحسبة وأن ينفذها دون تهاون وأن يباشر أعمال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبعد وفاته كلف الشيخ عمر بن حسن آل الشيخ بأعمال الاحتساب عام 1345هـ، وأصبح رئيسًا لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة نجد ثم أصبحت الهيئة تتخذ مسمى الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عام 1396هـ، وشملت أعمالها نجد والحجاز. وشملت اهتمامات الملك عبدالعزيز إقامة الصلوات جماعة في المساجد وإنشاء المساجد، وكذلك ابتعاد معاملات الناس عن الربا وإلزام قضاة البلاد بمتابعة تلك المعاملات ومعاقبة من يخالف أسس المعاملات الشرعية.
|