تناولت المقالة سيرة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ (1311-1389هـ). وهدف كاتبها إلى التعريف بشخصيته، وعلمه، وأعماله، وشيوخه، وتلاميذه، ومنهجه الفقهي. ومهّد بالحديث عن الحياة الفقهية في القرن الرابع عشر الهجري، فذكر أنه حظي بوجود عدد غير قليل من الفقهاء المشهورين في شتى الأقطار الإسلامية، ومنهم الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبداللطيف الذي قرأ على والده مختصرات الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ومبادئ النحو، وعلم الفرائض. كما قرأ على غيره من شيوخ العلم في الرياض وغيرها، فقرأ الفقه والحديث على الشيخ إسحق بن عبدالرحمن آل الشيخ، وقرأ الفقه أيضًا على الشيخ محمد بن حمود، وكان عمه الشيخ عبدالله بن عبداللطيف والشيخ سعد بن عتيق من كبار شيوخه. وقد تحدّث الكاتب عن جهود المترجَم له في نشر العلم وتدريسه مدة واحد وأربعين عامًا، فذكر أن جهوده لم تقتصر على التعليم، بل نهض بمسؤوليات أخرى متنوعة. وقد رأى سنة 1369هـ أن ينشأ في الرياض معهد علمي نظامي يكون تحت نظره وإشرافه، ورحب الملك عبدالعزيز بفكرته وأمر بإنشاء المعهد، وجعل لطلبته مكافآت سخية، وافتتح سنة 1370هـ. ثم توجه نظر الشيخ إلى إنشاء كلية للشريعة في الرياض، وأنشئت الكلية سنة 1373هـ تحت إشرافه أيضًا، واستقبلت خريجي المعهد العلمي؛ ونتيجة لنجاح المعهد العلمي في الرياض، رأى أن تفتح معاهد أخرى، فصدر أمر ملكي سنة 1374هـ يخوله افتتاح فروع لهذا المعهد في مدن المملكة، وأخذت فروع المعهد تزداد وتنتشر. كما رأى إنشاء مكتبة عامة فأُنشئت المكتبة السعودية في حي دخنة سنة 1370هـ، ورأى أن يشمل نشر العلم أبناء المسلمين من الأقطار الأخرى، فأنشئت الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة سنة 1381هـ تحت إشرافه ورئاسته، ثم رأى أن ينشأ معهد للقضاء فأنشئ المعهد العالي للقضاء سنة 1385هـ تحت إشرافه ورئاسته. وكما تطرق الكاتب لتآليفه وآثاره المدونة ولمنهجه الفقهي. ثم تحدّث عن تلاميذه وأبنائه الذين تلقوا العلم عنه، فعدّ منهم أربعين بينهم عبدالله بن محمد بن حميد، والشيخ عبدالعزيز بن باز، والشيخ عبدالملك بن إبراهيم .
|