دراسة أثرية تناولت المدن الأثرية في شمال غرب الجزيرة العربية، وهدف كاتبها إلى بيان مواقعها، ومعالمها، والحياة التي كانت فيها، ومواصلاتها، وتجارتها، وجوانب حضارتها. وقد رجع إلى المراجع اللغوية، والخطاطية، والأثرية المتصلة بمنطقة الدراسة. واستهل بتناول أثر التجارة في حياة سكان الجزيرة العربية قبل الإسلام، فذكر أن الطرق التجارية كانت عاملاً مهمًا في نشوء المدن والممالك في شمالها وجنوبها، ومؤشرًا على تفاعل القبائل العربية. ومما يوضح ذلك وجود هذه الطرق المدن الأثرية ومواقعها، والنقوش أو الكتابات وخاصة الكتابات الجنوبية، وكذلك الآكام الأثرية التي تمثل بقايا المراكز والمدن التي كانت بجوار الوديان وأماكن تجمع المياه. ثم تناول الطرق البرية في الجزيرة العربية قبل الإسلام، فذكر أن أهمها الطريق الذي يبدأ من عدن وقنا في بلاد اليمن وحضرموت مارًا بنجران، ويتجه منه فرع شمالاً بشرق في اتجاه وادي الدواسر، ويمر بقرية الفاو، ثم الأفلاج فاليمامة ملتقيًا بطريق آخر، أما الطريق الرئيس فيتجه إلى الطائف فمكة والمدينة وخيبر فالعلا ومدائن صالح، وينفصل الطريق هنا ليتجه فرع منه إلى تيماء صوب العراق، أما الفرع الثاني فيستمر في الاتجاه نفسه حتى البتراء فغزة فبلاد الشام ومصر. والطريق الثاني وهو الذي يرفد البحر العربي والمحيط الهندي والممالك العربية الجنوبية، وخاصة حضرموت ومنطقة عمان، ويبدأ من الخليج متجهًا شمالاً بغرب مارًا بمحاذاة الحدود الشرقية إلى نجد، ومنها بعدئذٍ إما إلى الشمال في اتجاه العراق، وإما إلى بادية الشام. أما الطريق الثالث فهو الذي يأتي من منطقة حضرموت وعمان متجهًا إلى منطقة اليمامة، صاعدًا إلى دولتي سبأ ومعين، واستعملت الطريقين البري والبحري دولتا حضرموت وقتبان. ثم تناول الكاتب بعض مدن الشمال الغربي ودله للجزيرة العربية التي تضم: العلا، ودولة ديدان، ودولة لحيان، ومدائن صالح، وتيماء، ودومة الجندل التي تسمى الآن الجوف على حافة النفود الشمالي، وخلص إلى أن آثار هذه المدن والدول توضح أثر العامل الاقتصادي في حياتها.
|