يتناول الكاتب تاريخ دولة كندة من خلال المعلومات التي قدمتها آثار قرية الفاو ونقوشها، ويهدف إلى الكشف عن العلاقة بين دولة كندة وقرية الفاو، وقد رجع لمصادر الآثار والتاريخ والأدب وتقارير البعثات الأثرية المتصلة بموضوع الدراسة. ومهّد بالحديث عن كندة قبيلة ودولة، وأخبارها، وعن أوضاع الجزيرة العربية قبل الإسلام، وما دُرِج عليه في تقسيم العرب إلى قحطانيين وعدنانيين، ومحاولات قبائلها الكبرى استقطاب المنضمين إليها من القبائل الأخرى. ثم تناول قبيلة كندة وتطرق إلى الحاجة إلى المعلومات بشأن علاقاتها مع القبائل الأخرى والممالك المعاصرة لها، فأشار إلى أن مؤرخي الجزيرة العربية عدوا كندة قبيلة جنوبية، إذ سكنت أولاً منطقة حضرموت، ثم انتقلت إلى وسط الجزيرة، وأصبحت السيطرة لها لكونها دولة في شرق الجزيرة ووسطها وجزءاً من شمالها وجزءاً من غربها، ولكن يبدو أن الأمكنة التي تدور كندة عليها وحولها كانت في الوسط الجنوبي من الجزيرة العربية، كما يستدل الكاتب من دراسة جغرافية المواضع المذكورة في شعر امرئ القيس، ومن تلك المواضع سقط اللوى، وحومل، والمقراة، ودارة جلجل، وماسل، وعرعرا، وقرقرى، ويرى الكاتب أنها تكاد تكون في منطقة واحدة واقعة في عالية نجد الجنوبية، ثم أضاف موضعًا آخر ورد في كتب البلدانيات هو "قرية" التي كانت في النقطة التي يتداخل ويتقاطع فيها وادي الدواسر بحاجز طويق في قناة تدعى الفاو، أي فم القناة أو الوادي. ثم تطرّق إلى الاهتمام بقرية الفاو من جانب بعض موظفي أرامكو منذ الأربعينات، وجون فيلبي وآخرين، ثم قامت الأعمال الحفرية التي أشرف عليها قسم الآثار بجامعة الرياض منذ 1970م، وتركزت حفرياتها في التل الكبير إلى جانب بعض التلال والمقابر، وتطرق الكاتب إلى الكتابة المحفورة على شاهدي قبرين اكتُشفا، يضاف إلى ذلك نقش النمارة الذي يعود إلى 328م، وصاحبه امرؤ القيس بن عمر ملك العرب وقتذاك، ووجد علاقة لكندة بقرية، وأن قرية المشار إليها في النقوش هي قرية الفاو، وهي عاصمة كندة الأولى، أو في الأقل إحدى حواضرها المهمة .
|