حظيت المؤلفات الفقهية الحنبلية لدى علماء نجد الأعلام قبيل منتصف القرن الثاني عشر الهجري بالعناية والاهتمام، ظهر ذلك خلال عدد من المؤلفات التي دونت في تلك الفترات المختلفة، ولعل أبرز تلك المؤلفات كتاب "الفواكه العديدة في المسائل المفيدة" للشيخ الفقيه أحمد بن محمد المنقور المتوفى عام 1125هـ. ومما يتميز به هذا الكتاب إيراده بعض الوثائق التي حكم فيها بعض علماء نجد في القرن العاشر الهجري، ومن أهم هذه الوثائق التي دونها وثيقة الكبيشية في بلدة مقرن عام 969هـ. ونظراً لأهمية هذه الوثيقة من الناحية التاريخية لبلدة مقرن، وأنها من أقدم المصادر التي أمكن الاطلاع عليها في الإشارة لذكر هذه البلدة ولعلمائها في تلك الفترة؛ فقد حاول الباحث دراستها، والاستفادة منها في توثيق المعلومات المتعلقة بتاريخ هذه المدينة -الرياض- خلال القرن العاشر الهجري، وتوظيفها مع بعض المصادر المخطوطة التي أمكن الاطلاع عليها؛ لتقدّم بالتالي بعض المعلومات المجهولة عن تاريخ هذه المدينة في تلك الحقبة.
|