تناولت المقالة العسكرية الإسلامية كما تعكسها أحداث غزوة بدر الكبرى، وهدف الكاتب إلى الكشف عن جوانب الإستراتيجية العسكرية الإسلامية في تلك الغزوة، وقد رجع إلى مراجع السيرة النبوية المطهرة، ومراجع التاريخ الإسلامي والإستراتيجية وآداب الحرب، ومهّد بالحديث عن أول مواجهة حربية حاسمة بين المسلمين وكفار قريش في بدر، حيث انتصرت القلة المؤمنة على الكثرة المسلحة المشركة، وبمعركة بدر مكن الله لدولة الإسلام، ثم تناول الإسلام وفلسفة التاريخ، وتطرق إلى ما اشتمل عليه القرآن الكريم من أحسن القصص للعظة والاعتبار والتدبر، وإلى اهتمام المسلمين بدراسة المغازي والسرايا، ثم تناول سرّ مشروعية القتال في الإسلام للردّ على اعتداءات أعدائه وبغيهم ووقوفهم في طريق الدعوة إلى الحق، ثم تحدث عن الأعمال العسكرية التي سبقت الغزوة، كما تناول ميزان القوى العسكرية للمسلمين والمشركين في بدر، وكذلك التحركات التي سبقت وقوع المواجهة، واستشارة الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين والأخذ بمشورة الحباب بن المنذر في النزول عند ماء بدر وحرمان المشركين من ورودهم إليه، ثم تناول سير المعركة وترتيب صفوف المسلمين فأورد أن الرسول صلى الله عليه وسلم ساوى بينها وشجع المسلمين وحرضهم على الصبر في القتال، وأصدر تعليماتهم لرماة النبال، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم في عريشه في موضع مشرف على ساحة القتال من يقوم على أمن حراسته، ثم نزل بنفسه يقود صفوف المسلمين، ثم تحدث الكاتب نتائج المعركة، وعرض ما كشف عنه تحليل وقائعها من مبادئ المدرسة العسكرية الإسلامية ونظرياتها وتعاليمها متطرقًا إلى سرية التحركات العسكرية، والتخطيط الحربي، ووجود القيادة الموحدة والهدف الواحد، والمشورة في الحرب، والمبادأة، ومناسبة التشكيل القتالي، والإفادة من طاقات كل سلاح، وتكبيد العدو أعلى الخسائر، والروح المعنوية، واستخدام القناصة في المعركة، ومراعاة آداب الحرب، وقبل كل ذلك وبعده ذكرالله والثقة بنصره للمؤمنين.
|