هدفت الدراسة إلى التعريف على بعض خصائص السكان الريفيين الزراعيين في المملكة العربية السعودية، وعلى طبيعة أعباء الإعالة سواء من الأطفال أو المسنين، وعلاقة ذلك بالسكان المنتجين، إذ أن لكل فئة من هذه الفئات احتياجات خاصة بها من السلع والخدمات، وتقدير قوة العمل الريفي الزراعي المستقر نسبيًا بوضعها الحالي والمستشرف، وبيان بعض اتجاهات النمو السكاني الريفي الزراعي المستقر نسبيًا، وقد استخدم الباحث لأغراض الدراسة البيانات المستقاة من عينة عشوائية من إحدى المناطق الرئيسة بالمملكة وهي القصيم، حيث جمعت ميدانيًا من خلال المقابلة الشخصية المنظمة التي أُعدت لها استمارات خاصة لتسجيل المعلومات المتمخضة عنها، واختير لأغراض المقابلة عينة عشوائية تكونت من (34) أسرة ريفية زراعية من مناطق التجمع السكاني الرئيسة بالقصيم وهي: بريدة، وعنيزة، والبكيرية، والشماسية، ثم عرض الباحث النتائج التي توصل إليها من تحليل المعلومات المجمّعة لديه من عينة الدراسة، وأفادت بأنه من حيث التركيب الديموجرافي بالريف السعودي، فإن الكثافة السكانية منخفضة حيث بلغت (4,4) أفراد لكل كيل مربع من منطقة القصيم، وأن (92%) من أفراد العينة تقل أعمارهم عن (30) سنة، وأن نسبة الذكور أعلى من نسبة الإناث في الفئة من (20) إلى (30) سنة خاصة، وقد وصلت نسبة الإعالة للصغار الذين تقل أعمارهم عن (15) سنة إلى (53.8%)، وهي نسبة مرتفعة مقارنة بما في المجتمعات الريفية الأخرى في العالم، أما نسبة الإعالة للكبار فمتدنية ولا تزيد غالبًا على (1%)، وربما يعود لهذا لتدني متوسط عمر الفرد، وكشفت النتائج أيضًا كبر الحجم النسبي للمجموعات العمرية الصغيرة مما ينبئ عن زيادة مكانية غير قليلة نتيجة للزواج المبكر والخصوبة، كما بينت ارتفاع نسبة المتعلمين في الفئات العمرية الأولى للجنسين دون سن العشرين، وارتفاع نسبة الأمية لمن هم فوق سن الثلاثين، والتركيز على التعليم العام، ووصول نسبة قوة العمل في القصيم إلى 63%وتوقع تسرب جزء منها للقطاعات غير الزراعية للحوافز التي تقدمها.
|