دراسة جغرافية طبيعية للسبخات في المملكة العربية السعودية، هدف كاتبها إلى بحث تكوينها الجيولوجي، وتوزيعها في أراضي المملكة، وتحديد أهم مجموعاتها، وقيمتها الاقتصادية، ومصادر استخراج الملح، وقد استند إلى مجموعة من الخرائط الجيولوجية وتقارير عن التعدين، وصناعة ملح المائدة، والعمل الميداني. ومهّد بالحديث عن ظاهرة السبخات وانتشارها في غالبية المناطق الصحراوية في العالم، وتميزها عمومًا باستواء السطح الذي لا يزيد انحداره على نصف متر لكل كيلومتر، وتكون بحيرات صغيرة في قيعان أحواضها أحيانًا نتيجة لتجمع مياه الأمطار، أو لتفجر الماء الباطني. ثم تناول أسباب تكونها وارتباط تلك الأسباب بمظاهر السطح، والتصريف المائي، والمناخ، والأحداث الجيولوجية، وسوء استخدام الري. وبحث الكاتب أيضًا توزيع ظاهرة "البلايا" أو الأحواض الصحراوية وبخاصة في المناطق الجافة الحارة في العالم ما بين درجتي العرض 30 درجة شمالاً، و30 درجة جنوبًا، وقد أشار إلى أن متوسط كمية المطر فيها لا يتعدى 300 ملليمتر سنويًا، وقد تبلغ نسبة البخر أضعافها، وتتوزع "البلايا" في ثلاث عشرة منطقة صحراوية في العالم ذكرها الكاتب ومن بينها الصحراء الكبرى، وصحراء الصومال، والصحراء العربية، والصحراء الإيرانية، وصحراء تركستان، وصحارى أمريكا الشمالية، والصحراء الأسترالية؛ وتعرف بتسميات مختلفة في شتى الأقطار، فيطلق عليها في المملكة العربية السعودية مثلاً: قاع وسبخة وروضة وخبرا وفيضة، وفي الأردن: غور وقاع، وفي مصر: ملاحة. وبحث الكاتب أيضًا المظاهر السطحية للبلايا، ثم تناول بالتفصيل سبخات المملكة العربية السعودية من حيث تركيبها الجيولوجي وخصائصها ومواقعها وعوامل تكونها، وتوزيعها في ثلاثة نطاقات: ساحلية بالقرب من سواحل الخليج العربي أو على بعد منه، ثم سبخات النطاق الغربي، ثم سبخات إقليم نجد وتتركز في حوض وادي الرمة وتناول أيضًا القيمة الاقتصادية للسبخات بوصفها مصدرًا للملح؛ إذ تسهم بتلبية 90% من الاستهلاك المحلي منه
|