قضية التراث العربي الإسلامي من القضايا المهمة التي شغلت المثقفين والعلماء والمفكرين في العصر الحديث، خاصة وأن الكثير من أجزائه مقتنى في مكتبات أجنبية في الغرب والشرق بالإضافة إلى مكتبات الأفراد، وأنه لم توضع بعد خطة شاملة لحصره وجمعه وفهرسته ونشره وتحقيقه، مما يعوق إنجاز الدراسات العلمية التي تكشف قيمته. ويتناول الباحث قضية التراث من زوايا جديدة، ويغطي فيها جوانب لم يولها الباحثون العناية الكافية. ويستهدف تحقيق سيأتي: توضيح أهمية التراث في وصل ماضي الأمة بالحاضر والمستقبل، وبث الاهتمام به وبقيمته ورواده، واقتراح سبل ضبطه وتنظيمه وتحقيقه ونشره. وقد درس مفهوم التراث وأبعاده الزمنية والمكانية واللغوية المترابطة، وقصر معالجته على التراث المخطوط. ثم ناقش قيمة التراث في العصر الحاضر، من حيث تمييزه لشخصية الأمة الإسلامية، والحاجة إليه في رسم معالم حياتها المعاصرة. وتطرق إلى اهتمام الأوربيين بالعلوم العربية الإسلامية من قديم، والإفادة منها في بناء نهضتهم الحديثة، وناقش جهود المستشرقين في دراسة التراث ودوافعهم. ثم تناول إسهام العرب في الحضارة الإنسانية، خاصة في وضع أسس المنهج العلمي الحديث، والاكتشاف والإثراء للكثير من المعارف العلمية، والتطبيقية، واللغوية، والأدبية، والفلسفية. ثم تحدث عن واقع المخطوطات العربية في البلاد الإسلامية، وتعرضها على مرّ الزمن للحرق والتلف والنهب والسلب، والتسرب إلى المكتبات الأجنبية، وضياع الكثير منها؛ وأشار إلى ما تلقته المخطوطات العربية حديثًا من عناية في تصويرها وتحقيقها ونشرها، ثم عرض خطة شاملة للتراث والعناية المتكاملة به، من حيث إنشاء مركز إقليمي ومراكز وطنية للتراث، مع تحديد برامجها لتوثيق البيانات الببليوجرافية عنها وتنظيمها، وتحقيق المخطوطات ونشرها، وإتاحة المعلومات الببليوجرافية عنها للباحثين .
|