دراسة جغرافية للأسياح، يهدف كاتبها إلى التعريف بموقعها ومواردها المائية وعمرانها وسكانها، وقد رجع فيها إلى التقارير والبحوث الجغرافية والإحصائية المتصلة بالأسياح ومنطقة القصيم خاصة، والمملكة العربية السعودية بوجه عام، واستهلها بتحديد موقع الأسياح في الطرف الشمالي الشرقي لأمارة القصيم، وأشار إلى أنها تشتهر بكثرة عيونها، وسميت بالأسياح لأن فيها آبارًا كانت مياهها تسيح على وجه الأرض إذا كثر السيل، والأسياح عبارة عن هضبة مستطيلة الشكل تمتد من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي، وترتفع بين 600و700م عن سطح البحر، وينحدر سطحها إجمالاً من الحافة الغربية نحو الحافة الشرقية، وتعدّ من حيث المناخ امتدادًا لهضبة العارض بنجد التي يتصف مناخها بارتفاع درجات الحرارة كثيرًا، والفروق الحرارية اليومية والسنوية، وتعرضها للرياح الجافة في معظم مناطق المملكة الآخرى ما عدا المرتفعات في الجنوب الغربي، والتصريف المائي في الأسياح يتبع ميل الطبقات نحو الشرق، غير أن وجود الرمال وتكدسها بعد المنخفض مباشرة حال دون التصريف، ثم وصف الكاتب الخزانات المائية الجوفية بالأسياح وقربها من سطح الأرض، وقد حفر في الستينات عدد كبير من الآبار في المنطقة إلى أعماق مختلفة، ثم تناول سكانها الذي بلغوا أقل من عشرين ألف نسمة، أي ما يعادل 6,5% من سكان القصيم، ولاحظ تواصل حياة البداوة، وأن نسبة المستقرين منهم نحو 39%، وقد بلغ معدل كثافة السكان في 35 قرية وهجرة ومورد مياه 456 فردًا للموقع، وبلغ معدل عدد أفراد الأسرة 9,5 فردًا وهو مرتفع إجمالاً، ودرس خصائص البدو والرحل، والريفيين، والحضر، وخصائص مجتمع الأسياح كله، كما تناول المشاريع والنهضة العمرانية والتعليمية والزراعية والصحية التي تعكس وضع التنمية في الأسياح.
|