دراسة تاريخية تتناول تحول عدن من قاعدة بحرية إلى قاعدة جوية في الفترة الواقعة بين 1927-1929، والأسس العسكرية والإدارية والمالية والقضائية ونشاط المخابرات لذلك التحول، ويهدف الباحث إلى بيان السياسة البريطانية نحو عدن بما يخدم مصالحها الإستراتيجية والتجارية والبحرية، وقد رجع إلى الوثائق والدراسات المتصلة بتاريخ المنطقة تحت النفوذ الاستعماري البريطاني، ومهّد بتوضيح موقع عدن، وأهميتها، والسياسة البريطانية نحوها، وسائر سلطنات الجنوب العربي ومشيخاته، واحتلال الإنجليز لها 1839هـ، وجعلها تابعة لحكومة بومباي حتى 1932م، وقد أشار إلى أن السلطات البريطانية بدأت منذ سنة 1927م تدرس تحويل عدن إلى قاعدة جوية وتعد الترتيبات المالية والإدارية والعسكرية والقضائية لتحقيق ذلك التحول للأهمية القصوى للقوات الجوية، وقد درس الباحث أوضاع عدن والجنوب العربي قبل طروء هذا التحول، وذكر أن سلطات الاحتلال البريطاني عملت على إبقاء التخلف التعليمي، والصحي، والاجتماعي في المنطقة، ووجد في عدن خليط سكاني من الهنود، والصوماليين والغربيين، إلى جانب العرب، وكانت مرتبطة بحكومة بومباي وبعدة إدارات في حكومة الهند البريطانية، ثم ناقش الترتيبات لتحويل عدن إلى قاعدة جوية مبتدئًا بالترتيبات العسكرية، وما قررته من تحميل مسئولية الدفاع عن عدن لوزارة الطيران بدلاً من وزارة الحربية، وجعل المراسلات الخاصة بقوات محمية عدن بين المقيم فيها وبين وزارة المستعمرات فيما يتصل بالنواحي الإدارية، أما من الناحية العسكرية فيراسل قائد المجموعة الجوية وزارة الطيران بشأنها، ثم تطرق إلى الترتيبات الإدارية وما تضمنته من جعل الحاكم في عدن سلطة عليا في كل الأمور السياسية والعسكرية والإدارية الداخلية، ويعين بالاتفاق بين الحكومة البريطانية وحكومة الهند، ثم تناول الترتيبات المالية والرواتب والبدلات واعتمادات الطوارئ وغيرها، والترتيبات القضائية وما أنيط بالحاكم العام في عدن من ممارسة السلطة القضائية أو تفويضها لمن شاء، وناقش الترتيبات الخاصة بالمخابرات البريطانية ودور مخابرات القوات الجوية، وإدارة المخابرات المحلية وعملائها واتصالاتها وعلاقتها بمخابرات القوات الجوية.
|