دراسة صوتية مقارنة بين العربية واللغات السامية الأخرى، يهدف كاتبها إلى دراسة الأصوات العربية، وتكوينها، وخصائصها، وتطورها، ومقابلتها باللغات السامية؛ ورجع فيها إلى دراسات علم الأصوات وفقه اللغة واللهجات العربية، واللغات السامية؛ وقد استهلّ بالحديث عن موقع العربية بين اللغات السامية، وقد أشار إلى أن مجموعة اللغات السامية تنقسم إلى شمالية وجنوبية، وتنقسم الشمالية إلى شمالية شرقية وتشمل اللغات الأكادية: البابلية والآشورية، وشمالية غربية وتشمل المجموعتين الكنعانية والآرامية، وتضم الآرامية: الآرامية الشرقية، وتشمل السريانية ولهجة التلمود البابلي والمندعية، أما الآرامية الغربية فتشمل السامرية، وتضم اللغات الجنوبية مجموعتين هما العربية والحبشية القديمة، والعربية تنقسم إلى شمالية وهي لغة القرآن الكريم، وجنوبية تضم عدة لهجات كالحميرية، والقتبانية، والحضرمية، والسبئية؛ ثم تناول منهجي دراسة الأصوات الوصفي والتاريخي، ويميّز المنهج الوصفي بين تخصصين في دراسة الأصوات هما: الصوتيات العامة (الفونتكس)، والصوتيات البحتة (الفونولوجيا)؛ أما المنهج التاريخي فيركز على تناول التغيير المنتظم الذي ينتاب صوتًا من الأصوات في كل سياقاته اللغوية، والتغيير الصوتي يرتبط بمكان وزمن معينين، كنطق أهل القاهرة لدهب بدل ذهب، وتعلب بدل ثعلب، وضل بدل ظل، بخلاف أهل الرياض حيث حافظوا على الأصوات الأسنانية الاحتكاكية بل تحول عندهم لفظ ض إلى ظ، فيقال ظاع بدل ضاع، وفي المنهج التاريخي تدرس كلمات في نصوص مختلفة ترجع لفترات تاريخية مختلفة، أو تمثل عدة لغات متفرعة عن لغة أم واحدة، وهذا من شأنه أن يساعد اللغوي التاريخي على تتبع التطور التاريخي لصوت معين مثل القاف والفاء؛ ثم تناول الكاتب مجال التطور الصوتي الذي يتمثل في بنية الكلمة، واستعرض أنماط التطور في الهيكل الصوتي، والقوانين الصوتية، وأنواع التغيير الصوتي، والنظام الصوتي، ثم ناقش الأصوات العربية مقارنة باللغات السامية، مستهلاً بالأصوات الرنينية، والمتقابلة، والأسنانية، واللثوية، واللهوية، والبلعومية، فيصف نطق كل صوت، وخصائصه، وتطوره المقارن.
|