تناولت المقالة بالتحليل قصيدة العلامة حسن بن خالد في الرد على قصيدة الشيخ محمد بن أحمد الحفظي الموجهة إلى القاضي عبدالرحمن بن حسن البهكلي يستحثه وأهل المنطقة للاستجابة للدعوة السلفية، وهدف الكاتب إلى توضيح مضمون قصيدة الحازمي والاتجاهات التي عكستها، والأحوال الاجتماعية والسياسية والدينية السائدة في الجنوب في ذلك الوقت من القرن الثالث عشر للهجرة، واعتمد الكاتب في هذه الدراسة الأدبية على تحليل نصوص القصائد المبحوثة، ومصادر تاريخ الفترة المتصلة بها، وقد مهّد لمقالته ببيان مناسبة قصيدة الشيخ الحفظي ومصدرها، والسبيل الذي سلكه لنشر أفكار الدعوة السلفية، ثم تعرض للإجابات المتباينة التي استثارتها القصيدة، مع التركيز على قصيدة الحازمي التي تتألف من خمسة مقاطع تناولها الكاتب بالتحليل والتعليق، حيث أشاد الحازمي في المقطع الأول منها بالدعوة السلفية وركيزة التوحيد التي تقوم عليها، أما المقطع الثاني فتعرض للدعاة، ومثَّل المقطع الثالث من القصيدة امتدادًا للمقطع الثاني حيث أتت أبياته على أفعال الدعاة، وأما المقطع الرابع فدار مضمون أبياته حول "المقادمة"، ويُقصد بهم قادة السرايا وكبار الدعاة ومنهم عبدالوهاب أبو نقطة، وعرار بن شار داعية بني شعبة وأميرهم، وأحمد ابن حسين الفلقي، داعية الجعافرة ومن يليهم ويُنسب إليهم، وقد تناول الكاتب سيرة كل منهم وتفقههم في الدين. أما المقطع الخامس فتناولت أبياته تبرئة عبدالعزيز بن محمد إمام الدولة من فعل ما نُسب إليه. وأورد الكاتب تحليلاً للأوضاع السياسية السائدة والعلاقات بين أمير المنطقة ورجال الدعوة السلفية، وجاء على ذكر الأهمية الإعلامية للشعر في تلك الفترة، وتناول التأريخ لأحداث الفترة المدروسة والمتغيرات المؤثرة فيه، ومما أبدته الدولة العثمانية وقوات محمد علي باشا والي مصر من مقاومة للدعوة السلفية والسعوديين، ثم تعرض الكاتب لأحداث غزوة ضمد وغزوة أبي عريش في المصادر التاريخية المختلفة بما في ذلك كتاب حدائق الزهر للعلامة حسن بن أحمد الضمدي، وتتبع الكاتب الوقائع حتى دخول الشريف حمود أبي مسمار في طاعة السعوديين، واختتم مقالته بإيراد قصيدة الشيخ الحفظي الموجهة إلى الشيخ البهكلي لدعم الدعوة السلفية.
|