دراسة لديانة المغول القديمة قبل ظهورهم على مسرح أحداث التاريخ، هدفها توضيح جوانب عقيدتهم وطقوسهم وتسامحهم الديني ومعتقداتهم حول حياة الفرد الأخرى بعد الموت، ومراسم الدفن وطقوسه، وقد رجع الكاتب للدراسات والمصادر التاريخية عن المغول وديانتهم؛ واستهل ببيان عبادة المغول لإله واحد خالق لكل الأشياء المرئية والغيبية، ومع ذلك فإنهم اتخذوا أوثانًا وتماثيل في صور الآدميين يعظمونها، ويتوسلون بها، وعادة ما تكون هذه التماثيل لأشخاص اخترمتهم المنية، وكانوا يقدمون القرابين لتلك التماثيل من الخيول وغيرها؛ وقد كان المغول يعظِّمون الشمس والقمر والنار والماء والأرض، وكانوا يعتقدون أن أي شيء حيوانًا أو إنسانًا أو جمادًا لا يطهر إلا بالنار. ثم تناول معتقداتهم المتصلة بالحياة الأخرى، فقد كانوا يؤمنون بوجود حياة أخرى بعد الموت، وأن مواشي الميت وحيواناته سوف تتضاعف، وأنه سوف يأكل ويشرب ويقوم بجميع الأعمال التي يقوم بها في هذه الحياة الدنيا، وأنه سيكون له أسرة، وسيصبح في مجتمع عالم آخر، وشرح الكاتب طقوسهم عند الوفاة والتعامل مع المتوفّى وأسرته وميراثه وتوزيعه على أحد خدم المتوفّى أو عبيده؛ لأنهم كانوا يعدون ما يورثه الميت بعده شيئًا منحوسًا. ثم تناول الكاتب مراسم الدفن عند المغول، وكانت تتضمن إعداد حفرة كبيرة في العراء لمواراة جسد الميت أو في أحد بيوته إذا كان يمتلك أكثر من منزل، وكانوا يضعون أمامه طاولة طعام وإناء مملوءًا باللحم وقدحًا مملوءًا أيضًا بحليب الفرس، كما كانوا يدفنون معه فرسًا ومعها مهرها وحصانًا عليه لجامه وسرجه وكامل عدته، ويذبحون حصانًا آخر على قبره، فيسلخون جلده، ويأكلون اللحم، ويأتون بجلده، فيملؤونه قشًا ويجعلونه واقفًا على أعمدة على القبر، أما عظام الحصان المذبوح فتؤخذ مجموعةً فتحرق بالنار. ويدفن الميت إذا كان موسرًا سرًا وعليه أغلى لباس له في مكان بعيد عن مدافن الآخرين، ويدفن مع الذي يُتوفى من الرؤساء وكبار القوم أحب عبيده إليه.
|