تناولت هذه المقالة حياة القاضي حسين بن محمد بن الحسن الديار بكري، وهدف الكاتب إلى التعريف بحياته وعمله ومكانته ومؤلفاته، ورجع إلى كتب التاريخ والتراجم التي تناولت سيرة الديار بكري المولود في العقد الأخير من القرن التاسع الهجري، ويرجح أن تكون وفاته في سنة 966هـ، وقد وُلّي قضاء مكة المكرمة إلى تاريخ وفاته، وكان من أعيان مكة المكرمة وأجوادها؛ ومن مؤلفاته: تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس، ويُعدّ هذا التاريخ أهم ما ظهر من مؤلفات الديار بكري، وطبع في جزأين عدة طبعات، وقد تناول فيه السيرة النبوية الشريفة، وتاريخ الخلفاء والملوك، ويُنظر إلى تاريخ الخميس بأنه موسوعة تاريخية رتبها مؤلفها في أبواب، ووثّق فيها عشرات المصادر من أعمال السير والمغازي والتفاسير المنتخبة من الكتب الأصيلة؛ أما كتابه الآخر فهو: أهبة الناسك والحاج لانتفاعه بها لدى الاحتياج على المذاهب الأربعة. وعمله الثالث: رسالة ذرع الكعبة المعظمة ومساحة المسجد الحرام؛ وقد ذكره له بروكلمان، ومنه عدة نسخ مخطوطة متوافرة في مكتبات برلين، وبلدية الإسكندرية، وفي دار الكتب بالقاهرة، ومكتبة الحرم المكي في مكة المكرمة، والمكتبة المحمودية بالمدينة المنورة؛ وذكره الشيخ عبدالوهاب الدهلوي في تعريفه بالكتب التي تناولت تاريخ الحرمين الشريفين وجدة والطائف، ويُستدلّ مما كتبه الشيخ الدهلوي أنه لم يكن يوجد نسخ من مخطوط هذا الكتاب في مكتبة الحرم بمكة المكرمة قبيل عام 1365هـ/ 1946م، وتورد دائرة المعارف الإسلامية أن تاريخ الخميس قد تضمن وصفًا دقيقًا للكعبة والمسجد الحرام؛ وقد أشار الباحث إلى النسخ المتوافرة من هذا التاريخ وأماكن توافرها.
|