تناول الكاتبان المدافن في جنوب الظهران التي اكتُشفت عام 1940م، وجرت تنقيبات ودراسات ما بين عامي 1940و1975م كشفت عن المزيد من آثارها، وفي عام 1962م قام (بيبي) الدانمركي بإجراء مجسات كشفت التشابه الحضاري والتزامن التاريخي بين مدافن جنوب الظهران، ومدافن البحرين، وفي عام 1397هـ/ 1977م قام فريق الإدارة العامة للآثار والمتاحف في المملكة العربية السعودية بعمل مجسات في إطار "مشروع مسح الألف الثالث قبل الميلاد" فكشفت عن عدد من المدافن، وأعدّ فريق من هذه الإدارة نفسها في العام نفسه خريطة لمنطقة المدافن مع إحصاء تقريبي لعدد التلال حصر (1500) تلاً، ثم أجرت الإدارة عام 3403هـ/1983م حفرية إنقاذية لأكبر عدد ممكن من المدافن بعد تهديد الزحف العمراني لها، وتم وقتها إحصاء تسع مئة تل وتم الحفر والإنقاذ لآثار اثنين وعشرين تلاً منها، ثم تلا ذلك حفر أربعة عشر تلاً من تلال المدافن، ولوحظت أشكال المدافن واتجاهاتها وأطوالها وأحجامها وجدرانها الدائرية، ثم حفرت تســعة تلال، وقـد جـرى ترميـــم عـــدد من المدافن كنماذج. ثم أتى الكاتبان على وصف عام للموقـــع الأثري، حيث تغطي التلال الأثرية مساحة قدرت بـ (900*1400م)، وتوضح دراستها أن ســـكان المنطقـــة القُدامى كانوا يختارون المواقع المرتفعة لدفن موتاهم تجنبًا لغرقها وانجرافها، ثم وصـــف الباحثــان التــلال، وكانت تبعـــد عن بعضها في المناطـــق الكثيفـــة بها من مترين إلى عشرة أمتار، ويبلغ ارتفاعها من نصف متر إلى خمسة أمتار، ويتراوح نصـــف قطرها من مترين إلى عشـــرين مترًا، وغالبيتـها ما بين أربعة إلى ثمانية أمتـــار، وتتخـــذ التلال شـــكل القبـــة تكسوها حجارة ملساء تنبت فوقها أعشــاب برية. ثم وصــف الباحثــان طريقــة بناء المدافــن، والمعثــورات الأثرية فيها ومنهــا الفخــاريات والأواني المزججة والســلال المطليــة بالقار، والأختــام التي لها دلالات فنيــة ودينية واقتصــادية، والحلي والمجوهـــرات ورءوس الســهام والرماح والعــاج والأصــداف والمباخر
|