تناول الكاتب سيرة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود وأعماله مستهدفًا توضيح منجزاته العظيمة، وعنايته بالعلوم والعلماء ونشر الكتب الدينية واقتنائها. وقد بدأ ببيان جهود الملك عبدالعزيز في نصرة الدين والحفاظ على العقيدة الإسلامية، وحمل شعار التوحيد، وتحكيم القرآن والسنة وتطبيق شريعة الله الخالدة في الدولة التي وحّدها وقادها نحو الخير والإصلاح والتقدم والاستقرار ونشر المعرفة. وقد تناول عناية الملك عبدالعزيز بنشر الكتب والعلوم بوصف ذلك أساسًا ضروريًا للنهضة؛ ثم تناول جهوده في قمع البدع والخرافات، وتوجيهاته التي حثت على اتباع العقيدة السلفية الصحيحة، وعمله على دعم نشر كل ما من شأنه خدمة هذه الغاية، حيث طبعت في الفترة الأولى من حكمه عدة كتب لشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، والإمام أحمد بن حنبل، والشيخ محمد بن عبدالوهاب وغيرهم من علماء الإسلام، كما استضاف الملك عبدالعزيز العديد من علماءالإسلام الذين يدينون بالعقيدة السلفية الصافية، كما شجع نشر الأدب والتراث، وكان مجلسه الخاص والعام لا يبدأه إلا بعد درس في القرآن الكريم، والحديث، والسيرة النبوية الشريفة، وحرص أن تنشر جريدة أم القرى الفكر السليم، والثقافة، والأخبار، والمعرفة لبث الوعي؛ ثم أنشأ الكثير من المدارس الحديثة لنشر التعليم في مناطق المملكة المتعددة ومدنها، واهتم بإرسال المبعوثين للخارج لمتابعة دراستهم أو تدريبهم، وباستقدام المعلمين من الدول العربية الشقيقة؛ وعندما دعم طبع الكتب، وجه عناية خاصة لنشر كتب العلوم الإسلامية وتوزيع الكثير منها مجانًا، وقد طبعت كتب كثيرة على نفقته في مصر والهند. وعنى باختيار القراء العارفين بأصول القراءات القرآنية واللغة العربية، وقد وثّق الكاتب بعض عناوين الكتب التي أمر الملك عبدالعزيز بطبعها أو توزيعها وتضمّ كتبًا تراثية وكتبًا حديثة لمحمد رشيد رضا، ومحمد طاهر الكردي، وعلماء نجد الأفاضل. وختم مقالته بالحديث عن عناية الملك عبدالعزيز باقتناء الكتب من خلال وصف مكتبته الخاصة التي ذكر أنها تحوي (1551) مجلدًا في علوم الدين الإسلامي والعلوم الأخرى.
|