تناول الكاتب رحلات علماء نجد إلى بلاد الشام طلبًا للعلم، مستهدفًا توضيح الظروف المحيطة بها، وسير بعض هؤلاء العلماء. وأوضح أن الروّاد الأوائل من أبناء نجد كانوا يقطعون صحراء شبه الجزيرة العربية متوجهين إلى البلاد الأخرى طلبًا للعلم، وكان من عادتهم تلقي العلم على شيوخهم في بلادهم، ثم السعي للاستزادة من العلم من خارجها، ثم العودة لبلادهم للعمل في التدريس والإفتاء والوعظ والإرشاد، وقد غدا بعضهم من مشاهير العلماء ليس في نجد وحدها بل في البلدان التي طلبوا العلم فيها كالشام ومصر، وكانت الشام تحظى بالنصيب الأوفر من الرحلات العلمية لعلماء نجد، ومن المتعذّر حصر أسماء كافة أولئك العلماء، وقد عرّف الكاتب بسير بعضهم، ومنهم الشيخ إبراهيم بن أحمد بن يوسف الوهيبي التميمي المولود في أشيقر سنة 1146هـ، حيث قرأ على علماء بلده، ثم حج وسافر إلى مكة المكرمة ومنها إلى دمشق سنة 1181هـ، وأقام فيها واشتهر شأنه وأجيز للتدريس في الجامع الأموي فيها، وكان مرجعًا في الفقه الحنبلي وأصوله وبقي فيها حتى توفي سنة 1205هـ، والشيخ أحمد بن محمد بن مشرف الوهيبي الذي ولد أيضًا في أشيقر، وقرأ على علمائها، ثم رحل إلى دمشق، ولازم الشيخ موسى الحجاوي، وأجيز من بعض علماء دمشق للتدريس والإفتاء، ثم عاد إلى نجد وجلس يدرس طلاب العلم حتى توفي في بلدته سنة 1012هـ، ثم الشيخ أحمد بن يحيى بن عطوة بن زيد التميمي المولود في العيينة في النصف الأخير من القرن التاسع الهجري، فقد رحل إلى دمشق طلبًا للعلم، ثم عاد إلى بلدة الجبيلة ودرس فيها إلى أن توفي سنة 948هـ، وأما الشيخ حسن بن علي بن عبدالله بن بسام المتوفى سنة 945هـ فقد غادر أشيقر إلى الشام طلبًا للعلم ثم عاد إلى بلدته فتصدى للتدريس. وذكر الكاتب سيرًا مماثلة للشيخ زامل بن سلطان آل يزيدي، والشيخ عبدالعزيز بن محمد بن إبراهيم السناني السبيعي، والشيخ عبدالله بن أحمد الرواف الوهيبي التميمي، والشيخ عبدالله بن إبراهيم بن سيف الشمري، والشيخ عبدالوهاب بن محمد بن حميدان بن تركي الخالدي، والشيخ محمد بن عبدالعزيز بن مانع، والشيخ عثمان بن أحمد بن أحمد بن قائد النجدي، والشيخ فوزان بن نصر الله بن محمد بن عيسى بن مشعاب.
|