وصف الكاتب رحلة قام بها إلى العراق في جمادى الأولى سنة 1405هـ، فقد سافر للكويت ومنها إلى البصرة المدينة المشهورة في مجال النحو والفقه والتاريخ والشعر والعلوم المختلفة، وقد أنجبت البصرة الكثير من العلماء كالجاحظ، وأبي عمرو بن العلاء، والخليل بن أحمد الفراهيدي، والأصمعي، والمدائني، والكندي، وابن الهيثم، وقد سكنها الصحابي الجليل أنس بن مالك، ومحمد بن سيرين، والحسن البصري وغيرهم من الصحابة والتابعين، ثم وصف مدينة الفاو وهي على مقربة من البصرة، ثم زار بغداد وما فيها من مراكز ثقافية متنوعة، ووصف سور بغداد، وأبوابه، والمدرسة المرجانية، وسوق الشورجة، ومسجد الإمام أبي حنيفة، ومسجد الخلفاء، والمتحف العراقي الذي زخر بآثار البابليين والآشوريين والسومريين إلى جانب الآثار الإسلامية العظيمة، كما زار جامعة بغداد، والمدرسة المستنصرية التي بناها المستنصر بالله نحو سنة 630هـ، وزار دكاكين الوراقين، والأسواق القديمة كسوق البزّازين، وزار الكرخ، ثم زار سامراء متجولاً بين أطلالها وأسوارها وجوامعها، وعاد إلى بغداد، ثم زار الكوفة والنجف وكربلاء، وتوجه إلى الحلة بلد الشاعر صفي الدين الحلي. وكانت رحلة الكاتب أساسًا لحضور الدورة الثانية عشرة لمراكز الدراسات والوثائق، التي استضافتها جامعة البصرة، وانعقدت في العشرين من جمادى الأولى سنة 1410هـ. وقد حرص الكاتب أثناء عرض أخبار رحلته وتنقلاته بين المدن والمعالم المختلفة على تسجيل انطباعاته، وتداعيات خواطره، والأشعار التي استثارتها مشاهداته، ليستمتع القارئ بأدبيات رحلته التي سجلها على ما رآه مباشرة في زيارته للعراق و"ليس راء كمن سمع".
|