القلقلة ظاهرة صوتية تحدث عند نطق بعض الأصوات اللغوية في التجويد القرآني، وتكون بإضافة صائت قصير جدًا بعد أحد الصوامت الآتية: القاف، والطاء، والجيم، والدال، والباء عندما تكون هذه الصوامت متلوة بصامت آخر وسط الكلمة أو موقوفًا عليها في آخرها، وقد ارتبطت صفة القلقلة بالصوامت الانفجارية المجهورة حيث كانت القاف والطاء مجهورتين كما وصفهما سيبويه وعلماء التجويد. ويتناول الكاتب هذه الظاهرة بالوصف والتحليل، وقد رجع لكتب التجويد ودراسات علم الأصوات، واستهل تناوله بالوصف الصوتي للقلقلة، وأوضح أن الاستغراق الزمني القصير لنطقها قد أفضى إلى عدم اعتبارها صوتًا مستقلاً بذاته، بالإضافة إلى عدم وجود نظرة مستقلة للصوامت القصيرة بعامة في الكتابة والأصوات العربية، وعدت صفة تلحق ببعض الأصوات، وهدف الباحث مقارنة القلقلة بالإمالة المسماة "بالشوا" عند علماء الأصوات الأوروبيين، والفرض الذي حاول دراسته هنا مأخوذ عن وصف (ك. نلسون) في وصف القلقلة بأنها عبارة عن صفة خاصة بالقاف وتتم بإقحام الإمالة في نهاية المقطع بعد أي صوت من الأصوات التالية: ق، د، ط، ب، ج، وقد اعتمد الباحث على التجريب والقياس المعمليين للظاهرة المدروسة من الناحية الصوتية الفيزيائية، وقد عرض وصف علماء التجويد للقلقلة ورأى أن القلقلة لا تظهر إلا في الوقف، وأنها روْم والروم عند القراء هو النطق ببعض الحركة أو هو الحركة المختلسة، وهذا يعني أن صوت القلقلة صائت قصير جدًا أتى لييسر نطق الكلمة. وقد وصف الإمالة [الشوا]، وتجربته المعملية في تحليل النطق للقلقلة في عينة بصوت المقرئ عبدالباسط عبدالصمد، ونطق الإمالة [الشوا] بصوت إنجليزيين، وجرى تحليل النطق المسجّل بالمطياف، وانتهى إلى وجود تقارب بين النطقين.
|