هذه دراسة لغوية في اللهجات العربية الحديثة والمعاصرة، وموضوعها الأصوات بين الأسنانية: الثاء، والذال، والظاء، والسبب في دراستها أنها أصوات أصلية في اللغة العربية، ومع ذلك فقد خلا منها كثير من اللهجات العربية الحديثة والمعاصرة، وهذه الأصوات كانت وما تزال محل خلاف بين اللغويين، لذا فقد عرضت أهم الأقوال في هذه المسألة. والغاية من الدراسة هي المحافظة على اللغة العربية، بالكشف عن الاتجاهات والتغيرات اللسانية في اللهجات المعاصرة، وتوضيح الفروق الصوتية بين هذه اللهجات، ومن ثمّ يتبيّن صواب منطق الالتزام باللغة الواحدة الموحّدة في كل البلاد العربية وغيرها من البلاد الناطقة بهذه اللغة، لغة القرآن الكريم، والحديث الشريف. وقد كانت المادة اللغوية لهذه الدراسة متنوعة حيث جمع بعضها ميدانيًا من خلال التجوال في كثير من القرى والمدن بمحافظة الشرقية بمصر، حيث سمع من أهلها وسجّل عنهم تسجيلات صوتية كثيرة، وكان ذلك من أفواه العوام من الرجال والنساء والأطفال، وأخذ بعضها عن طريق المشافهة والسماع المباشر لكثير من أحاديث الناس في بعض البلاد العربية التي زارها الباحث، وبعضهم الآخر عن المصادر. والمقصود في الدراسة عند الإشارة إلى لهجة معينة كاللهجة السودانية هو الإطار العام أو الملامح العامة للهجة. وقد سلك الباحث منهجًا وصفيًا تاريخيًا مقارنًا، إذْ قام بوصف الظاهرة الصوتية المدروسة في اللهجة المصرية، ثم تتبعها في اللهجات العربية الأخرى، وقارن بين هذه اللهجات واللغة العربية الفصحى التي عُدّت معيارًا للصواب، وكُتب كلّ صوت وفق ما نُطِق به في كل لهجة. وقد عرض الباحث النتائج في نهاية الدراسة ومنها أن معرفة الإبدال تزيل شبهة التصحيف وتعرف بالفرق بين التصحيف والإبدال، وأن اللهجة المصرية أكثر اللهجات العربية إبدالاً للأصوات بين الأسنانية، حيث أُبدل صوت الثاء فيها بسبعة أصوات هي الثاء والدال والسين والشين والصاد والطاء والفاء، وأُبدل صوت الظاء بالزاي والضاد، وأُبدل صوت الذال بخمسة أصوات هي: الثاء والدال والزاي والضاد والطاء، ويرى الباحث أن الإبدالات الصوتية في اللهجة المصرية قريبة من اللغة العربية الفصحى؛لأن أكثر الأصوات المبدلة متضمنة في اللغة العربية
|