دراسة أثرية وصفية لموقع القصير الذي عملت له محبسات في مبنى صغير فيه يقع على بعد (45) كيلاً جنوب مدينة الوجه، على مقربة من ساحل البحر الأحمر عند مصب وادي الحمض، ويعرف المبنى باسم القصير عند سكان المنطقة لاعتقادهم أنه قصر صغير، وقد مسح الموقع والمنطقة الساحلية المحيطة به، والتقطت القطع الفخارية من على سطح الموقع، وقد تركزت أعمال الحفر على المبنى الصغير فحسب، وشملت رفع الطبقة الرملية المنتشرة فوقه، وفحص الهدم المتساقط، وأساساته، ووجد أن المبنى هو لمعبد القصير، ويأخذ شكلاً مستطيلاً أبعاده (90ر12 * 85ر9م ) ، وهو مشيّد من حجر الرخام المشذّب، وترتفع أرضيته من الداخل بمقدار (120سم) عن مستوى الأرض الخارجية بالموقع، ويصعد إليه على أربع درجات، وتتكون أرضية المعبد من الداخل من مستويين يرتفع أعلاهما بمقدار (30سم) عن المستوى المنخفض، وهي مبلطة بالرخام، وجدار الضلع الشمالي الشرقي للمعبد متهدم تمامًا، وتكثر الأحجار الرخامية المشذبة في ركام هدم البناء، وتخطيط هذا المعبد شبيه بالمعابد النبطية التي اكتُشفت في منطقة النقب وجنوب الأردن، وتتكون الطبقات الأثرية في معبد القصير من أربع طبقات تضم: الطبقة السطحية من الرمال التي جلبتها الرياح على سطح المبنى، وطبقة هدم البناء، وطبقة رديم التسوية الذي وضع لرفع مستوى أرضيته من الداخل، وطبقة رديم الأساس. وقد وُصفت المعثورات الحجرية والكسر الفخارية والقطع البرونزية والمخربشات الكتابية وغيرها من القطع المعدنية والزجاجية والودع والقواقع والقار. واكتُشفت علاقة هذا الموقع بميناء أسمرا الواقع على ساحل البحر الأحمر لوجود مرسى متصل به، فضلاً عن أن أسمرا هو الاسم القديم لهذا الموقع الذي تحدثت عنه المصادر الكلاسيكية التي تناولت شمال غرب الجزيرة العربية في العصر النبطي، كما أن الميناء ما يزال يحمل اسم أسمرا وقد أشير إليه في المصادر العربية باسم أسمرا وكتب أيضًا (أكره) و( أكرى)، ويمكن أن يُستنتج من مجموع ما ورد في كتب المؤرخين والرحالة المسلمين أن الناحية بأكملها كانت تحمل في عصرهم اسم (كرا) أو (أكرا) الذي هو أيضًا اسم المنطقة منذ القرون السابقة للميلاد.
|