أنشأ علماء العرب والمسلمين عدة منظومات في علوم الحساب، وحساب المواريث، والهندسة، والمساحة، والجبر، والمقابلة، صاغوا فيها أصول العلوم في قوالب رصينة وجميلة، وعالج الكاتب هذا الموضوع، وقد رجع في دراسته للمخطوطات والكتب التي ازدخرت بهذه المنظومات، وقد قدّم لدراسته بالتعريف بالتراث العربي المنظوم في مجالات المعرفة المختلفة وبيان خصائصها، حيث أن أهم ما تتميز به المنظومات من سمات الجمعُ بين دقة العلم وعذوبة الأدب، ويسر الحفظ، ومن المنظومات التي تناولها "الأرجوزة الياسمينية" في الجبر والمقابلة وتقع في أربعة وخمسين بيتًا، ونظمها أبو محمد عبدالله بن الحجاج الأدريني الملقب بابن الياسمين، أو بابن الياسميني المتوفى سنة 601هـ/ 1204م، ولها عدة شروح وتعليقات، ثم عرض "لأجوزة في الحساب والمساحة" من نظم شهاب الدين أحمد بن محيي الدين يحيى بن أحمد الشافعي الشهير بالضميري قبل سنة 790هـ/ 1388م، ثم عرض لمنظومة "المقنع في علم الجبر والمقابلة" التي أنشأها شهاب الدين أبو العباس أحمد بن عماد الدين بن علي المعروف بابن الهائم المصري المقدسي المتوفى سنة 815هـ/ 1412م، وتشتمل على تسعة وخمسين بيتًا، ولها شروح كثيرة منها ثلاثة للمؤلف نفسه هي: الممتع في شرح المقنع، والمسرح، والمسمع، ثم عرض الكاتب لمنظومة "الأكسير في المبتغى من صنعة التكسير" وهي في مساحات الأشكال، وتشتمل على ثلاثة ومئتي بيت، وهي من نظم ابن لبون التجيني المتوفّى سنة 750هـ/ 1346م، ثم عرض الكاتب لمنظومة البقاعي في الحساب والمساحة لبرهان الدين إبراهيم بن الرباط البقاعي الشافعي المتوفّى سنة 885هـ/ 1480م، وفرغ من نظمها سنة 836هـ/ 1432م، وله عليها شرح بعنوان: إباحة الباحة من علمي الحساب والمساحة، ثم عرض الكاتب لمنظومات خمس أخرى في الجبر، والمقابلة، والمساحة، وأصول الحساب، وختم مقالته بأمثلة من النظم في حساب وحدات المساحة.