العنوان : من صور الصناعة النحوية
المؤلف : عبدالكريم محمد الأسعد التنصنيف : البحوث

تناول الكاتب بالدراسة قوله تعالى: ( إن هذان لساحران ) ، وما فيه من قراءات، وما في القراءات من توجيهات، كما تناول المثنّى، وعمل إنّ، ورمي الكاتب إلى بيان التخريجات الأساسية المهمة لقراءة الآية. وقد رجع إلى كتاب الله ــ تعالى ــ وتفاسيره، وإلى كتب القراءات. واستهل بشرح وجوه القراءات للآية؛ ففي القراءة الأولى يرد تشديد النون من (إنّ)، وكون (هذين) منصوبة وبلامة نصبها عند ابن هشام، أو مبنية على الياء في محل نصب عند الجمهور، وهذه القراءة هي قراءة أبي عمرو بن العلاء المتوفّى سنة 154هـ، وهو من القراء السبعة، و(ساحران) بالرفع بالألف، فاجتمع في هذه القراءة النصب بالياء، أو البناء على الياء في محل نصب في (هذين)، والرفع بالألف في (لساحران)، وهذه القراءة جارية على سنن العربية الواضحة التي لا خفاء فيها، فـ (إنّ) تنصب الاسم وترفع الخبر، و(هذين) اسمها منصوب وعلامة نصبه الياء، و(ساحران) خبرها مرفوع وعلامة رفعه الألف. والقراءة الثانية لابن كثير ولحفص، وترد فيها (إِنْ) بالتخفيف والتسكين، و(هذان لساحران) بالألف فيهما، وتوجيه هذه القراءة أن الأصل (إن هذين) فخففت (إن) بحذف النون الثانية المتحركة، وأُهملت (إِنْ) بعد التخفيف كما هو الأكثر والأفصح فيها إذا خُفِّفت، ويكون الإعراب على الإهمال، (إِنْ) مخففة من الثقيلة مهملة، والهاء في (هذان) حرف تنبيه و(ذان) اسم إشارة للمثنى المذكر مبتدأ أول مرفوع بالألف عند ابن مالك وابن هشام، ومبني على الألف في محل رفع عند الجمهور، والنون في (هذان) ونحوهما من المبنيات محمولة على النون في زيدان ونحوه من المعربات حملاً للأقل على الأكثر، و(اللام) لام الابتداء، وهي تفرق بين (إن) النافية والمخفّفة من الثقيلة، و(ساحران) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هما، وجملة (لهما ساحران) في محل رفع خبر المبتدأ الأول وهو (هذان). وفي القراءة الثالثة ترد (إنّ) بالتشديد و(هذان لساحران) بالألف فيهما، وهي قراءة أكثر السبعة المتواترة قراءاتهم؛ وقد شرح الكاتب خمسة وجوه لهذه القراءة .

البحث فى المجلة