العنوان : بدعة كتابة اللغة العربية بالحروف اللاتينية
المؤلف : رابح لطفي جمعة التنصنيف : البحوث

ناقش الكاتب أخطر معركة خاضتها اللغة العربية ضد الدعوة المشبوهة إلى نبذ الحروف العربية واستخدام الحروف اللاتينية في كتابتها. ومن نعم الله وحفظه للقرآن الكريم حفظه للغة العربية التي أنزل بها، ورجع إلى دراسات التاريخ واللغة العربية والخط العربي ذات العلاقة بموضوعه. وقد استهل بالحديث عن نشأة الخط العربي، وأوضح أن الساميين القدماء قد كتبوا بالخط المسند الجنوبي، والخط الآرامي الشمالي، وقد تفرع عن الخط المسند الجنوبي عدة خطوط كالخط السبئي والمعيني والحميري، وتفرع عن الخط الشمالي أيضًا الخط العبري والنبطي والسرياني، ويعد الخط النبطي أساس الخط العربي وهو صورة متطورة عن الخط الآرامي، ودرس الباحثون تطور الكتابة العربية من خلال تحليل نقش النمارة ومعبد رم ونقش أم الجمال ونقش أسيس ونقش حران، واكتُشف تطور الحروف النبطية المتأخرة إلى الحروف العربية، ويُشار إلى الخط الذي انتهى إلى العرب من النبط بأسماء عدة منها الخط الأنباري والخط الحميري والخط المدني والخط المكي. وأوضح الكاتب أن لغة الشعر الجاهلي، والقرآن الكريم لا تعد امتدادًا مباشرًا للغة النقوش المذكورة آنفًا، بل هي صورة مصقولة ومتطورة عن الخط النبطي المتأخر، ولكن اللغة والكتابة العربية نمت وازدهرت على نحو متواصل في ظل الحضارة العربية الإسلامية، وكتبت بها لغات شتى فيما بعد في آسيا وأوربا وأفريقيا، وظلت محتفظة عبر القرون برسمها وجمالها، وبعد اختراع الطباعة خرجت دعوات لإصلاح حروف الكتابة العربية إما بتعديل أوضاع الكتابة العربية بتسجيل الحروف مفردة، ووضع الأحرف الصوتية للدلالة على الحركة بينها، وقد فشلت المحاولات في هذا الاتجاه، أو باتخاذ الحروف اللاتينية لكتابة الحروف العربية، ونشر داود الحلبي الموصلي رسالة بالتركية سنة 1326هـ دعا الترك والعرب والإيرانيين لاستخدام الحروف اللاتينية، وجدد دعوته سنة 1945م، وفي مصر دعا عبدالعزيز فهمي سنة 1943م إلى ما دعا إليه الحلبي، وانبرى للرد عليه محمد لطفي جمعة. ثم تحدث الكاتب عن الرسم العثماني للمصحف وطباعة مصحف المدينة النبوية به سنة 1406هـ/ 1986م، وأفتت هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية بتحريم كتابة القرآن الكريم بالحروف اللاتينية أو غيرها.

البحث فى المجلة