العنوان : تأملات في قضايا ومشكلات تاريخ الجزيرة العربية في عصور ما قبل الاسلام
المؤلف : سيد أحمد علي الناصري التنصنيف : البحوث

تناول الكاتب التاريخ القديم للعرب والجزيرة العربية، وناقش مصادره وقضاياه، وقد رجع الكاتب إلى القرآن الكريم، ثم إلى كتاب المقدسي، والدراسات الأثرية والتاريخية والاستشراقية المتصلة بموضوع المقالة، وقد اهتم ببيان ما وقع فيه المستشرقون والمؤرخون الغربيون من أخطاء في التاريخ للجزيرة العربية والحضارات التي وجدت فيها، ووضّح كيف خلط المستشرقون بين سبأ اليمن في الجنوب، وسبأ الحجاز في الشمال من ناحية، وبين سبأ اليمن العربية، وسبأ افريقيا الأفرنجية من ناحية أخرى، لتعويلهم على ما ورد في سفر التكوين في التوراة، وقد كشفت أعمال التنقيب أن حضارة شمال الجزيرة تختلف عن حضارة جنوب الجزيرة رغم أن الأصل واحد، فقد تلقحت حضارة شمال الجزيرة مع عدة حضارات كحضارة بلاد الرافدين، وحضارة الشام القديمة، وحضارة مصر الفرعونية، ومصر الهلينستية، ومع تيار الحضارة الإغريقية والرومانية، كما تعرض سكان الشمال للاختلاط مع عناصر سكانية مختلفة وعرفوا بالعرب المستعربة أو بالعدنانيين وكانت اللغة السامية الشمالية مختلفة عن الجنوبية رغم خروجها من أصل واحد، أما الجنوب فقد بقي محافظًا، ولم يتعرض للاختلاط إلا مع العنصر الإفريقي وثقافته، وعرف أهله بالعرب العاربة أو القحطانيين. والمنطقة الأخرى التي لها وجود تاريخي متميز هي منطقة الساحل الجنوبي الشرقي وسواحل الخليج العربي والساحل الشرقي للجزيرة؛ إذ حيث كانت من أقدم المناطق التي استوطنها الإنسان في الجزيرة، وقد ظلت هذه المنطقة تحت تأثير حضارات الرافدين حتى سقوط آشور، ثم وصل إليها النفوذ الفارسي، وشهدت المنطقة صراعًا بين الفرس والإغريق، ودخلتها الحضارة الإغريقية بعد الفتح المقدوني. وتؤكد المصادر أهمية الجزيرة العربية في اقتصاد بلاد الشام وفلسطين . وكان ساحل الجزيرة العربية الشرقي أيضًا من أقدم المناطق التي سكنت في الجزيرة . وقد كانت كل هذه المناطق محل دراسة وتنقيب أثري من جانب جامعة الملك سعود وغيرها ، وتبين ازدهار الممالك العربية في العصر الهلينستي وخاصة بلاد العرب السعيدة أو جنوب الجزيرة، وقد تميزت الحضارة العربية الجنوبية بوجود نظام للري من خلال شبكة معقدة من القنوات والسدود والآبار، وبقيام مدن وقرى عامرة تشبه مدن العراق والشام في تخطيطها المعماري المنظم، وكانت المباني العامة والخاصة من الآجر أو الحجر، وكانت القراءة والكتابة معروفة لدى السكان . وكانت حمير آخر دويلات الجنوب الغربي، وكان سيل العرم نهاية لحضارة الجنوب وبداية لنهضة الحجاز .

البحث فى المجلة