العنوان : المقصد من الحضور التاريخي في القصيدة الجاهلية
المؤلف : مشاري عبدالله النعيم التنصنيف : البحوث

ناقشت الدراسة قضية الحضور التاريخي في الشعر العربي، وكونه ذا طبيعة تسجيلية وثائقية، أم حضورًا يتمرد على تاريخية التاريخ، ويخضع للغة الشعر. واستُند في الدراسة إلى أمرين: النظر إلى مقصد الشاعر من اعتماده المادة التاريخية، والدراسة النصية. لذلك حاول الباحث التعرف على أهم مقاصد الشاعر من استحضار التاريخ اعتمادًا على النص الشعري . وقد حصرت الدراسة في القصيدة الجاهلية؛ لأنها الأكثر إثارة لعلاقة الشعر بالتاريخ، فهي تتوغل في مسارب الزمن القديم. وقد نظر في مفهوم المقصد وعلاقته بالشاعر والشعر، ووضح أن الشعر كان يقال للمتعة الفنية، أو لوظيفة إيعازية متمثلة في الحث على فعل أمر أو تركه، وكان يتفرع عن هذين المقصدين مقاصد أخرى، وقد حدّد المقصد كيفية التعبير والغرض المتوخَّى ، ووجد أن من الشعر الجاهلي ما تتحكّم فيه نية التاريخ لكن بتحفظ، ومنه ما تتحكم فيه نية النص والجمال . ورأى الباحث أن الحضور التاريخي في القصيدة الجاهلية يكون أحيانًا حضورًا تسجيليًا تاريخيًا يقصد من ورائه الشاعر ترسيخ الحدث أو الخبر المسجّل في الذاكرة الإنسانية من خلال لغة الشعر، وأن بعض القصائد الجاهلية ذات مادة تاريخية، وتسوق الأخبار المتعلقة بها إما عرضًا وإما بقصد فني. وصنف الباحث هذا الغرض تحت المقصد الفني، أو التاريخ غير الشعوري . ثم استعرض مكانة الشاعر في المجتمع الجاهلي، وبيّن أن القبيلة إذا نبغ فيها شاعر أتت إليها القبائل الأخرى فهنأتها، ويتباشرون به لدوره في حماية أعراضهم، والذبّ عن أحسابهم، وتخليد مآثرهم، والإشادة بذكرهم، وهذه الأغراض تسْلِم إلى المقصد التاريخي في القصيدة الجاهلية، وتلتقي في "حماية الحقيقة" ، وتتمثل هذه الحقيقة بالعرض والحسب والمآثر والذكْر .

البحث فى المجلة