الاعداد السابقة
|
دراسة نقدية لظاهرة البديع لتتبع ظهورها، وأركانها، وعناصرها، ورُجع فيها إلى الدراسات البلاغية والبديعية والنقدية. وقد استهلت بتناول طروحات ابن المعتز في فنون البديع، ووجهة نظر (سوزان ستتكيفيش) حول البديع على أساس أنه ليس أسلوبًا فقط يمكن حصره في أداء بلاغية معينة، وأن مقياس الكم الذي اعتمده ابن المعتز للتفريق بين القدماء والمحدثين في استخدامه لا يشكل المقياس الوحيد، لأن البديع تعبير أدبي عن التحول النوعي في الثقافة العربية، وهو منهج في التفكير قائم على الاستدلال العقلي، والتفسير المجازي، والتحليل المنظم المعتمد على الوعي بالعلاقات الجدلية بين أجزاء الكلام على النحو الذي يوجد في علم الكلام، وهناك قرائن تاريخية دالة على ارتباط البديع بعلم الكلام. والظاهرة البديعية تقوم على ركنين هما التأويل المجازي المتمثل في الاستعارة، والمذهب الكلامي الذي يمثل عملية جدلية في لغة الشعر قائمة على الوعي المكثف بعلاقات التجانس والتضاد بين أجزاء الكلام بحيث تُنتج دقائق الفكر وعجائب المفارقات وطريف المبالغات، أو قائمة على الربط بين الأشياء من خلال الاستدلال والتعليل والتمثيل. وذهب الباحث إلى أنه إذا كان المذهب الكلامي يمثل نضج الظاهرة البديعية وأقصى امتداد لأثر الجدل فيها، فإن بداية الوعي بميلاد لغة بديعية كانت في شعر مسلم بن الوليد الذي يمثل مرحلة تأصيل الظاهرة البديعية، وقد احتكم في هذه الدراسة إلى قراءة النصوص في إثبات ما ذهب إليه الباحث، واستدلّ على الوعي بالظاهرة البديعية عند بشار، وعلى وصول هذا الوعي إلى القصيدة البديهية الواضحة عند مسلم بن الوليد، واستند الباحث إلى ثلاثة معايير في تقويم الظاهرة البديعية : الانتشار، والكثافة، والميل إلى التجريد الذهني.
|
|