الاعداد السابقة
|
يعد الحج إلى بيت الله الحرام ركناً من أركان الإسلام وشعيرة من شعائره العظيمة، ومن متطلباته الرحلة والتنقل والسير عبر طرق طويلة لمن بعدت ديارهم عن مكة، وذلك من خلال رحلة جماعية منظمة. والدارس لتاريخ الحج وأحوال طرقه الأمنية بوسعه أن يجد صفحات من تاريخ تلك الشعيرة العظيمة نعم فيها الحجاج الوافدون على بيت الله الحرام بالسكينة والأمان، وسارت قوافلهم نحو مكة والمدينة آمنة مطمئنة، ومن جانب آخر فثمة صفحات مأساوية أخل فيها بأمن حجاج بيت الله الحرام، وحفت بهم مخاوف ومخاطر أدت إلى إزهاق أرواح كثير منهم، واعتدي على قوافلهم وهي تسير نحو مكة، في تحدٍ لقيم الشريعة الإسلامية، وانتهاك لحرمة الأرواح المعصومة ومقاصد الشريعة الرامية إلى حفظ الدين والنفس والمال والعرض. وإن حركة الحجاج صوب مكة بشكل قوافل من خلال الطرق والمعابر المنتشرة في العالم الإسلامي ظاهرة تاريخية جديرة بالدراسة والبحث لعوامل عدة؛ منها أنها تبين مدى متانة الأحوال الأمنية والحضارية عند المسلمين دولاً وشعوباً، كما أن مسيرة هذه الظاهرة التاريخية وأحداثها تعد شاهداً تاريخياً يكشف بجلاء مدى قدرة المسلمين في العصور الوسيطة على التنظيم والإدارة.
|
|