الاعداد السابقة
|
دراسة لغوية لتناول ابن قيم الجوزية لاختيار الألفاظ ومواقعها ودلالاتها في القرآن الكريم، وهدف كاتبها إلى توضيح آرائه حول استخدام الألفاظ المعرفة أو المنكرة، وصيغتها العددية وجوانبها البلاغية في القرآن الكريم، واستند إلى النظر في آي الذكر الحكيم، ثم إلى كتابات ابن القيم، والمصادر عن علوم القرآن وألفاظه وإعجازه. ومهّد بالحديث عن ألفاظ القرآن ومعانيها ودقتها ومناسبتها وإعجازها، ثم تناول آراء ابن القيم حول استخدام الألفاظ في القرآن مركّزًا على مبحثين متصلين بالكلمة المعرفة أو المنكرة، واللفظ إذا وقع مفردًا أو مثنى أو مجموعًا، وفي المبحث الأول ناقش الكاتب حالات متنوعة شملت مثلاً لفظ (السلام)، فبيّن أن استخدام لفظ "سلام" بالتنكير يفيد الدعاء، ويُستخدم في الرد على التحية لفظ "السلام" معرفًا في عبارة "وعليك السلام"، لأن تعريف لفظ "السلام" هو الأبلغ في الردّ والأحسن في التحية وفيه الإشعار بذكر الله تعالى لأن "السلام" من أسمائه، والإشعار بطلب لمعنى السلامة منه للمسلم عليه، وفي قوله (سلام عليكم بما صبرتم) جاء لفظ "سلام" مستغنيًا عن التعريف لأن المتكلم بالسلام هو الله تعالى. وناقش في المبحث الثاني الألفاظ العددية، فتحدث مثلاً عن لفظ الأرض الذي يرد مفردًا، لكن لفظ السماء قد يأتي مجموعًا، لأنّ لفظ السماوات يلج في السمع بغير استئذان لنصاعته وعذوبته، ولفظ الجمع للأرض ليس فيه من الحسن والعذوبة ما في لفظ السماوات؛ يضاف إلى ذلك فإن الأرض هي دار الدنيا، وأما السموات فهي مقرّ ملائكة الرب تعالى. واستُخدم لفظ السماوات إذا كان المقصود ذواتها لا مجرد العلوّ والفوق، وجاءت ألفاظ المشرق والمشرقين والمشارق في القرآن، فحيث أُفْرد اللفظ دلّ على أفق المشرق، وحيث ثني كان المراد مشرق صعود الشمس وهبوطها، وحيث جمع كان المراد مشارق الشمس ولكل لفظ دلالته، وخلص الكاتب إلى أن استخدام ألفاظ القرآن فيه من البلاغة والإعجاز ما يدل على أنه كلام الله وحده الذي لا يستطيع أحد أن يأتي بمثله.
|
|