الاعداد السابقة
|
عمل الملك عبدالعزيز آل سعود ــ رحمه الله ــ على توحيد البلاد ،ونشر الأمن والاستقرار في ربوعها، وسعى إلى تقدمها، والقضاء على مظاهر الشرك والبدع فيها، فأخذ الشعراء في جنوبي الجزيرة العربية يشيدون بعهده، ويصورون في شعرهم أحوال بلادهم وما أصابها من خير وإصلاح، كما ظهر في نتاج شعراء عسير ورجال ألمع وجازان واليمن. وأما شعراء عسير فقد كانوا من أوائل الشعراء الذين أشادوا بهذا العهد ، وأخذوا يرصدون معالم الإصلاح في بلادهم، ومنهم القاضي عبدالعزيز بن محمد المنصوري الغامدي الذي امتدح في شعره الملك عبدالعزيز ونصرته للدين. وقد حفل شعر عبدالعزيز الغامدي بمدائح شعرية في هذا المجال . ونهج الشعراء المتأخرون في عسير نهج إخوانهم السابقين، وقد أشبه الشاعر عبدالله بن علي بن حميد الشاعر الغامدي في مدحه للملك عبدالعزيز. وخلال النصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري، أخذ الشعراء يدركون بواعث النهضة الاجتماعية والثقافية والتعليمية، ويشهدون ما تنعم به بلادهم من الأمن والاستقرار والصحوة الإسلامية ، فشاركوا بنتاجهم الشعري في التعبير عن هذه المظاهر. أما شعراء رجال ألمع ــ ومنهم إبراهيم بن علي زين العابدين ــ فقد عبروا عن إعجابهم بشخصية الملك عبدالعزيز وسجاياه ، ومساعيه في دفع البدع والمعتقدات الباطلة. وكان شعراء جازان أكثر نشاطًا وأوسع نتاجًا ، فصوروا ما أصبحت عليه بلادهم من أمن واستقرار ونهضة في عهد الملك عبدالعزيز، ومنهم السيد محمد بن علي الإدريسي، وعلي بن محمد السنوسي، وعبدالله بن علي العمودي، وحافظ بن أحمد الحكمي . وإجمالاً فإن ملامح الإشادة بعهد الملك عبدالعزيز والإعجاب بأعماله قد نجمت عن الإحساس بمظاهر الإصلاح والتنمية والاستقرار الذي عم البلاد.
|
|