الاعداد السابقة
|
تناولت المقالة بناء عبدالملك بن مروان لقبة الصخرة المشرفة، واستهدفت بيان الدافع الأساس من وراء بنائها. وجاءت مراجع هذه المعالجة التاريخية الأثرية مبثوثة بين سطورها، وابتدأت المعالجة بالتعريف بشخصية عبدالملك بن مروان وتقواه، ثم عرضت لما ساقته بعض الكتابات عن سبب بناء قبة الصخرة المشرفة لتكون مزارًا، فجاء تصميمها على الشكل الذي هي عليه ليلائم الطواف حول الصخرة المشرفة، وأن عبدالملك بن مروان قد أمر ببنائها ليستقطب المسلمين ويجذبهم لزيارتها والطواف حولها، ونكر الكاتبان هذه المقولة وبينا عدم صحتها، واستبعدا أن يصدر هذا الموقف عن خليفة للمسلمين في القرن الأول الهجري، وهو خير القرون، وقد روّج للرأي المغلوط الذي استنكره الكاتبان بعض المستشرقين، والكتاب العرب من أمثال كمال الدين سامح، وأحمد كمال عبدالفتاح، وذكر المقدسي في أحسن التقاسيم... أن سبب بناء عبدالملك لمسجد قبة الصخرة هو ألا يترك المسلمين يبهرون ببناء كنيسة القيامة، وبخاصة أن عبدالملك بن مروان كان حتى قبل أن يتولى الخلافة من أكثر الناس مراجعة للقرآن، وحريصًا على أداء الشعائر الدينية في المسجد، حتى عُرف بلقب "حمامة المسجد"، وكان لبني أمية خصوم سياسيون كثيرون يهمهم الإساءة إلى سمعتهم مثل الشيعة والخوارج وبعض المؤرخين، ودفع تعصب بعض المستشرقين إلى الدس على الإسلام وتاريخ المسلمين بمثل المقولة المستنكرة المشار إليها آنفًا، وتلقفها بعض المؤرخين والكتاب دون تمحيص، ويُخلص من ذلك إلى ضرورة التثبت والتحقق من الوقائع التاريخية المنشورة.
|
|