الاعداد السابقة
|
تناول الكاتب نجدًا وأسماءها وبيئتها وذكرها في الشعر، مستهدفًا توضيح الجانب اللغوي المتصل بالكلمة، وعمق العلاقة بين الإنسان وبيئته. وقد رجع إلى آي الذكر الحكيم، ثم إلى المصادر الأدبية والتاريخية والجغرافية المتصلة بموضوع المقالة. واستُهلّ ببحث الاشتقاق اللّغوي لكلمة (نجد)، حيث ينصرف الأصل اللغوي (نَ ج د) لدلالة أصلية تقع على معنى الارتفاع المادي، ولهذه الدلالة يرد النجد بمعنى الهضبة وما ارتفع من الأرض، وأنجد القوم إذا أتوا نجدًا وساروا في اتجاهه، وتقع دلالة نجد على الارتفاع المعنوي، ومن ذلك النجدة بمعنى المروءة والشهامة والقصد إلى المعالي والأمور السامية، ويقولون في المثل: ( هو طلاّع أنجد) ، إذا كان ساميًا يروم معالي الأمور، وقُرن صعود الجبال بمعنى الشهامة والعزة، والعيش في المنخفضات بالذلّ والمهانة، وعكس النجد الغور، وبه سميت تهامة. وأما أسماء نجد فقد عرفت في التراث العربي بعدد منها مثل الجلس، وإنما سميت نجد بها لأنها جالسة في مكانها وسط الجزيرة، فهي ترتفع من فوقه كما يرتفع الجالس المتربع فوق مكانه، وسميت سنام الأرض من باب المجاز لعلاقة المشابهة، فكأن الأرض ناقة ونجدًا سنامها، وقيل العالية أو عالية نجد لعلوّ نجد على ما حولها من أنحاء الجزيرة العربية وإشرافها عليه. ومناخ منطقة نجد مناخ قاري حار صيفًا بارد شتاء، وقد نوقش ورود نجد في الشعر مع ذكر الصبا، والصبا ريح شرقية تهب على نجد من قبل الخليج العربي فتكون رطبة تنعش الجو بما تحمله من رطوبة، ونجد بلاد نَزِهة وذلك بسبب جفافها، فالأوبئة والوخم لا تكون إلا في الأماكن الرطبة حيث الماء والرطوبة، ونجد حيث تمطر تغدو عبقة بروائحها الطيبة من شذا العرار والأقحوان، وهناك قصائد شتى تطرقت إلى بروق نجد والحنين إليها. وانتهى الكاتب إلى أن الشعر في نجد يكشف عمق العلاقة بين الإنسان والبيئة، والخصوصية التي امتازت بها نجد عن سائر المواضع.
|
|