الاعداد السابقة
|
يدرس الباحث تاريخ دار السكة، ليبين أوجه نشاطها والعاملين فيها وإدارة شؤونها، ورجع إلى كتب التاريخ والمسكوكات. وقد أختار عبارة " دار السكة" بدلاً من " دار الضرب" لأن مصطلح السكة أعم وأشمل ويشير معناها إلى النقود، واستخدم المصطلح للختم على العملة، وللطابع الذي تطبع به، وأخيرًا الوظيفة بحيث أصبح علمًا عليها في عُرف الدول. وقد ذكر أن المسلمين منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم حتى عهد الخليفة عبدالملك بن مروان (65هـ- 86هـ) استخدموا النقود الأجنبية الفارسية والرومية، وكان عبدالملك قد أمر بإنشاء دار لسك النقود، وكانت أول دار لسك النقود الذهبية في دمشق، وخلال العصر الأموي تمتعت مصر أيضًا بحق سك النقود الذهبية، وقد منحت دار الخلافة حق إصدار النقود على الطرز الإقليمية، وكان أول دينار إسلامي خالٍ من التأثيرات الأجنبية قـد ضرب في أفريقية عام 102هـ -721هـ، وعربت الدراهم عام 104هـ/723، والفلوس عام 108هـ/727هـ، واتبع الأمويون نظامًا صارمًا في سك النقود فجاءت صافية نفية من التزييف. وفي العصر العباسي أمر أبو العباس السفاح بإنشاء دار جديدة لسك النقود في الأنبار، ثم أنشأ أبو جعفر المنصور دارًا أخرى لسك النقود في مدينة الهاشمية بالعراق، وأنشئ في عهد هارون الرشيد داران لسك النقود في بغداد والمحمدية من أعمال الريّ، وأنشأ المأمون دارًا أخرى في مرو، وكان سك العملة في العصر العباسي غير مركزي ففشا الغش فيها. وكان من أهم أعمال دار السكة توفير خامات الذهب والفضة والنحاس، وإعداد السبائك، وقوالب السك، وإنتاج النقود، وإنتاج الصبخ وهي أقراص مستديرة محددة الوزن وتحمل كتابات بارزة وصنعت من الزجاج واستخدمت في وزن العملات. ويعمل في دار السكة طائفة متنوعة من الفنيين تحت إشراف منظم، وكان للمحتسب أثر بارز في الرقابة على أعمالها.
|
|