الاعداد السابقة
|
درس الباحث وضع المكرهين على التخلف عن الهجرة إلى المدينة المنورة للكشف عن أسباب الإكراه، وحالاته، وموقف المسلمين بالمدينة المنورة من محنة إخوانهم المكرهين على البقاء بمكة المكرمة، وقد رجع إلى كتاب الله العزيز، والسيرة النبوية، وكتب التاريخ الإسلامي. وأوضح أن قريشًا كانت تتطلّع إلى إعادة الداخلين في الإسلام إلى سلطانها الديني الوثني، باستخدام شتى وسائل الترهيب أو الترغيب، ولقد شاء الله ــ تعالى ــ أن تنتهي معاناة المسلمين بمكة المكرمة عندما أذن الله لرسوله صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى المدينة في السنة الثالثة عشرة للبعثة النبوية، فخرج المسلمون إلى المدينة المنورة فرارًا إلى الله بدينهم تاركين وراءهم المال والأهل والولد، وقد احتجزت قريش جماعة من المسلمين وأكرهتهم على البقاء بمكة المكرمة، ومن أهم أسباب ذلك الإكراه فتنة المسلمين في دينهم وصدهم عن سبيل الله. وهناك مسلمون أقاموا في مكة المكرمة دون مضايقة لحماية قومهم لهم، لكن الله ــ سبحانه وتعالى ــ نهاهم عن الإقامة بين ظهراني المشركين. وكان موقف الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته بالمدينة المنورة مؤازرًا لإخوانهم من المسلمين في مكة المكرمة، وظلوا يدعون لهم ويحثونهم على الهجرة حتى فتح الله ــ تعالى ــ مكة المكرمة لنبيه عليه الصلاة والسلام. وانتهى الباحث إلى أن دوافع قريش لإكراه المسلمين على البقاء في مكة المكرمة كانت دينية وسياسية واقتصادية واجتماعية وإستراتيجية، وأن قريشًا مارست الإكراه بقسوة وصرامة ازدادتا حدة بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، وأن الإكراه قد شمل الرجال والصبيان والنساء، لكن الله أوجب الهجرة إلى المدينة على كل مسلم قادر، وذلك لتعلم شرائع الدين والقتال مع المسلمين.
|
|