الاعداد السابقة
|
انفرد أهل مكة المكرمة بعادات(1) وتقاليد(2) ممتزجة من الشعوب الإسلامية المختلفة، لما لها من مكانة؛ إذ يقصدها سنوياً آلاف المسلمين لأداء فريضة الحج. وهؤلاء يحملون عادات وتقاليد موطنهم. ومنهم من يبقى للمجاورة التي قد تطول أو تقصر، ومنهم من يستوطنها. فهذا أدى إلى امتزاج ما حملوه معهم مع ما وجد لدى أهل مكة من عادات وتقاليد، فأفرز هذا نوعاً خاصاً من العادات اختص به أهل مكة المكرمة. ويعود سبب اختياري للقرن العاشر الهجري إلى أنه الفاصل بين العصر الوسيط والحديث، كما تم الاعتماد بشكل أساسي على كتابين أُلِّفا في هذا القرن هما: أولاً: كتاب بلوغ القرى في ذيل إتحاف الورى بأخبار أم القرى، للعز عبدالعزيز بن فهد المتوفى عام 922هـ/1516م. وهو محقق من قبل عبدالرحمن بن حسين أبو الخيور، لنيل درجة الماجستير في التاريخ الإسلامي من جامعـة أم القرى، عام 1422هـ/2001م (لم ينشر، وهي النسخة التي تم الاعتماد عليها في هذا البحث، أما الآن فالكتاب مطبوع من قبل دار القاهرة، عام 1425هـ/ 2005م). ثانياً: كتاب نيل الـمُنى بذيل بلوغ القرى لتكملة إتحاف الورى، لجار الله بن العز بن النجم بن فهد المكي المتوفى عام 954هـ/1547م. وهو محقق من قبل الأستاذ الدكتور محمد الحبيب الهيلة، عام 1420هـ/2000م، نشر مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي. ولا يخفى على المتصفح للكتابين أهميتهما، خاصة في الجانب الاجتماعي، فالمؤلفان رصدا حياة أهل مكة يوماً بيوم، لذا وجد بهما جُل المظاهر الحضارية من سلوكيات وعادات اجتماعية ودينية وعلمية واقتصادية وسياسية، بل وحتى أنواع الأطعمة وغيرها. وسيقتصر على بعض الصفحات عند الإحالة للمصدر للتدليل على إحدى العادات لكثرتها في المؤلفين.
|
|