الاعداد السابقة
|
عني هذا البحث بعلم الجغرافيا، وهدف كاتبه إلى بيان كيفية خضوع المنهج الجغرافي للدراسة وتمخض ذلك عن ظهور مفاهيم جغرافية جديدة، واستند إلى مصادر الفكر الجغرافي، والمصطلحات الجغرافية، ومناهج البحث الجغرافي، والتطبيقات الجغرافية الحديثة. وقد بدأ بعرض مكانة علم الجغرافيا بين بقية العلوم، وقدم ظهور المعرفة الجغرافية، وتأسيس تخصص علم الجغرافيا ليدرس المكان، مما ميّز حقل دراستها، وعرض آراء الجغرافيين في هذا العلم وتطورها، ثم تطرق إلى نمط الفكر الجغرافي التقليدي، وإلى التخصصات الجغرافية، فعرّف الجغرافيا العامة على أنها تختص بدراسة العالم كله والظاهرات التي تؤثر فيه، أما الجغرافيا الإقليمية فتتناول مناطق أو أقاليم معينة من سطح الأرض، وفي القرن التاسع عشر ظهرت الجغرافيا الطبيعية وهي تعنى بدراسة سطح الأرض، أو الظاهرات غير الحية عليه من تكوينات صخرية، وتربة، وتضاريس، وغلاف جوي، وبحار، ومحيطات وأحيانًا العلاقة بين الناس والبيئة الطبيعية، أما الجغرافيا البشرية فتدرس من ظاهرات سطح الأرض ما يرتبط مباشرة بالإنسان أو تعزى إليه أو إلى نشاطه. ومع نمو المعرفة الجغرافية ظهرت الحاجة للتفريق بين تخصصاتها المتعددة، فبرزت الجغرافيا الموضوعية لتدرس الظاهرات في أنحاء العالم وتستخلص استنتاجات وتقترح قوانين، وعليه فهي تعليلية علمية وأبحاث علم المناخ مثال على ذلك، أما الجغرافيا الإقليمية فوصفية ولا تعنى بصوغ القوانين. ثم تناول الكاتب العوامل البشرية وغير البشرية وعلاقاتها وآثارها في الفلسفة الجغرافية التي تفسر تباين الظاهرات البشرية بتباين البيئات الطبيعية، ثم تناول نمط الفكر الجغرافي الحديث الذي يُعنى ببناء النظريات الجغرافية حول المفاهيم والعمليات الجغرافية ويركّز على عامل الموقع، وعلى التحليل الكمي في البحث الجغرافي مستفيدًا من تقنية الحاسوب، وعلى الاستشراف، وخلص الكاتب إلى أن علم الجغرافيا متعدد الأبعاد وأن مجالات المعرفة الجغرافية متكاملة.
|
|