دراسة تاريخية لأحوال الصناعات في الحجاز ونجد في العصر الأموي، وهدف كاتبها إلى التعريف بأنواع الصناعات ومنتجاتها والمشتغلين بها ومواقعها، وقد رجع إلى كثير من المصادر التاريخية والجغرافية والأدبية يضاف إليها المعجمات وكتب الطبقات التي تطرّقت للموضوع. واستهل بتمهيد حول الصناعات التي عرفتها الحجاز ونجد في فترة الدراسة واستيراد منتوجات الصناعات التي احتاجتها من الأقاليم الأخرى، وتناول صناعة التعدين التي كانت من أهم الصناعات في هذه البلا،د ومن أهم المعادن التي كانت موجودة الذهب والفضة، وكان من أهم المناجم معدن بني سليم، ومعدن القبليّة، ومعدن حليت الذي كان كثير الذهب، ومعدن بحران على الطريق من مكة إلى المدينة، كما ذكرت المصادر معادن أخرى في نجد والحجاز، ومن الصناعات التي كانت موجودة في نجد والحجاز صناعة الحدادة التي كانت تنتج الأسلحة والأواني المنزلية، واستورد العرب في نجد والحجاز الحديد من الهند وفارس عن طريق البصرة، وكانت مدينة حجر باليمامة مشهورة بمصنوعاتها الحديدية الجيدة، مثل أسنة الرماح، وتذكر المصادر السيوف الحنفية نسبة إلى قبيلة بني حنيفة التي كانت تقطن اليمامة في نجد، كما ذُكِرتْ صناعة السيوف في جلدان بالحجاز، ووجد الحدادون في مكة المكرمة والمدينة المنورة. وذكرت المصادر أنه كان في قرية زُهرة من قرى المدينة ثلاث مائة صائغ، وكثر الصائغون وحوانيت الصاغة في المدينة المنورة، وكانت تُصنع فيها الأساور والخلاخيل والخواتم والأقرطة من الذهب والفضة، وقد كانت السيوف تُغطّى بالذهب، وكانت صناعة دباغة الجلود معروفة في الطائف والأماكن المجاورة، وساعد في ازدهارها وجود المواد المستخدمة في الدباغة كورق شجر القرظ في أراضي نجد والحجاز، وتطورت صناعة الأديم بالطائف، ووجدت صناعة المنسوجات في نجد والحجاز، حيث كانت البرود تُنسج في منطقة الوشم، واشتهرت بلدة مر الظهران بالحجاز بصناعة الثياب، وقد مارس الإماء صناعة المنسوجات المنزلية، وكان النجارة مزدهرة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، فكانت الرماح والنبال والسهام والأقواس تصنع من أخشاب الأشجار التي كانت تنبت في نجد والحجاز، وعُرِفت صناعة الورق في الحجاز، لكن القراطيس كانت تستورد من مصر أيضًا، وكان نقش الحجارة موجودًا في مكة والمدينة.