الاعداد السابقة
|
تناولت المقالة مناهج العلماء المسلمين المتقدمين وأطرها بهدف استكشاف خصائصها، وقد رجع الكاتب إلى طائفة غنية من معاجم اللغة، وكتب الفقه، والمتون، والشروح، والحواشي، وقد استهل بتوضيح مفهوم مناهج التأليف وتمييزه عن مفهوم أطر التأليف، فذكر أن مناهج التأليف تعني خطط العمل التي يتبعها المؤلفون في تسجيل ما انتهى إليه علمهم من نتائج، أما أطر التأليف فهي القوالب التي يلتزمها العلماء في وضع الكتب في العلوم، ثم بيّن الكاتب عناصر الأعمال المؤلفة التي تشمل: الغاية والهدف، والمنهج والخطة، والإطار والشكل، والغاية عامل مؤثر في المنهج وفي الإطار، وتسمو عندما تكون ابتغاء ما عند الله -تعالى- من الثواب، ونفع العباد، ونشر العلم، أما مناهج التأليف فإنها تدلّ على عرض الحقائق وترتيبها وتعليمها لا على كيفية الوصول إليها، وتختلف مناهج التأليف باختلاف العلوم، والعصور، ومذاهب المؤلفين واتجاهاتهم العلمية وطاقاتهم ومواهبهم، والغايات التي من أجلها ألفوا كتبهم، فالعلم النقلي يفرض منهجًا خاصًا يعتمد على الرواية التي تقتضي إيراد الأخبار بأسانيدها ليتاح للمحقق الترجيح بين الروايات وأخذ الصحيح منها، أما العلم العقلي فيفرض منهجًا آخر يعتمد على معقولية الحقائق عن طريق الفكر والمنطق، أو عن طريق التجربة، وبالنسبة إلى العلوم الاجتماعية واللغوية والفقهية فلكل منها منهج خاص بها، ورغم اختلاف مناهجها، إلا أنها يمكن أن تُرَد إلى منهجين رئيسين: الاستدلال، والتجريب، وقد اقتبس الكاتب أقسام التأليف عند حاجي خليفة، وأبي حيان، كما تناول أنواع المؤلفات وتشمل المختصرات، وهي تذكرة لرؤوس المسائل، والمبسوطات وتقابل المختصرات، والمتوسطات وهذه نفعها عام، وعدّ ابن خلدون كثرة المختصرات مخلة بالعلم، ثم عرض الكاتب أطر التأليف التي تشمل المتن والشرح والحاشية والتقرير، وذكر الكاتب خصائص كل منها وهدفها.
|
|