الاعداد السابقة
|
تناول البحث الزراعة في الحجاز في العصر العباسي لما لها من أهمية في معرفة الأحوال الاقتصادية السائدة في ذلك العصر، وهدف إلى توضيح العوامل المؤثرة فيها، وخصائص الإقطاعات، والملكيات، والأعمال الزراعية، وطرق الري المستخدمة، والمحصولات الزراعية، وقد رجع إلى كتب التاريخ والأدب الجغرافي والمعاجم الجغرافية المتصلة بموضوع الدراسة، وقصر بحثه على منطقة الحجاز الممتدة من خط العرض 20 درجة شمالاً إلى خط العرض 29 درجة جنوبًا، واستهل بتناول العوامل المؤثرة في الزراعة في منطقة الحجاز لتوضيحها ومنها ما منّ الله به على بعض أجزاء إقليم الحجاز من خصوبة التربة، ووفرة المياه، وبخاصة واحات المدينة المنورة وأوديتها، وأراضي خيبر، وفدك، وتربة، وينبع، ووادي القرى، والطائف، كما ساعد وجود رأس المال على تقدم الزراعة، حيث تدفقت الأموال على الحجاز نتيجة للفتوحات الإسلامية، والأعطيات السخية التي درج خلفاء بني أمية على إعطائها للحجازيين، وتواصل الاهتمام بالحجاز في عصر العباسيين واستمرت الأعطيات تتوالى على ساكنيه، وقد عملت الأموال المتوافرة على نمو الزراعة فيه وازدهارها، وعمل الرقيق في الزراعة وتطويرها، وأشار الكاتب لما لحق الزراعة والمزارع من تدمير وتراجع نتيجة للثورات والقتال في الحجاز في العصر العباسي، كما أعاق تقدم الزراعة زحف الرمال، وانجرافات التربة، وتراكم الأملاح في الأرض الزراعية، وخطر الجراد، والقرود التي كانت تهاجم الأعناب وقصب السكر في جبال السروات، ثم تحدت عن الإقطاعيات والملكيات الزراعية، وتتبع إقطاع الأراضي للمسلمين منذ العهد النبوي، وفي إشارة إلى أن معظم الأراضي الزراعية في العصر العباسي كانت مملوكة، وذكرت المصادر بعض مُلاّك الأراضي الزراعية في الحجاز، كما بيّن اعتماد الزراعة فيه على الأمطار الشتوية أحيانًا، واستخدام العيون والآبار في الري، وتطرق إلى المحاصيل الزراعية التي أوردتها المصادر كالتمور والقمح والشعير والبرسيم وكذلك الفاكهة والخضروات، وانتهى إلى بيان استمرار تقدم الزراعة في الحجاز في العصر العباسي وإدخال بعض
|
|