الاعداد السابقة
|
درس الكاتب الظاهرة الشعرية المصاحبة للمقامة والمرتبطة بها ارتباطًا أساسيًا منسجمًا مع العناصر الفنية للمقامة، وهدف إلى توضيح مدى أهمية الشعر في مقامات الهمذاني المتوفى سنة 398هـ. ورجع إلى المقامات والدراسات النقدية والتراجم. واستهل بتوضيح إطار معالجته، ومعالم شخصية أبي الفتح الإسكندري بطل مقامات الهمذاني الذي كان شاعرًا وراوية للأشعار وناقدًا للشعر وبصيرًا بأحاجيه وألغازه، مما أكسبه إعجاب الناس، ثم أوجز القول عن بعض الدلائل على أهمية الظاهرة الشعرية في مقامات الهمذاني، فذكر أن هذه المقامات التي بلغ عددها إحدى وخمسين مقامة لم تخل من الشعر منها سوى خمس مقامات فقط أما سائر المقامات فقد حوت أشعارًا مختلفة في أنماطها ومواقعها وطولها وأهدافها، ثم إن أبيات الشعر الواردة في مقامات الهمذاني قد بلغت ثلاث مئة وواحدًا وستين بيتًا؛ وقد اعتمدت خمس مقامات الشعر أساسًا للتعبير وهي المقامة الفريضية، والمقامة العراقية، والمقامة الإبليسية، والمقامة الشعرية، والمقامة البشرية، وذكر أن أولى المقامات وأخراها قد اعتمدتا على تناول الشعر وقضاياه. ثم ناقش أسباب اهتمام الهمذاني بالشعر فذكر أن الشعر ديوان العرب، فلا تسيغ أذواقها كلامًا نثريًا خالصًا للنثر خلوا من الشعر، والقرن الرابع الهجري الذي عاش فيه بديع الزمان الهمذاني قد شهد عناية وافرة بالشعر ونقده، ثم إن بديع الزمان ذاته كان من الكتاب الشعراء، وقد ترك ديوان شعر، وإن الكدية التي أقام بديع الزمان عليها مقاماته كانت من فريق من الشعراء الظرفاء أمثال أبي دلف الخزرجي، وخلص الكاتب إلى أن هذه الظواهر تشير إلى أن الشعر كان ضرورة فنية.
|
|