الاعداد السابقة
|
تناولت المقالة أخطاء المحققين، وهدف الكاتب إلى توضيح هذه الأخطاء وتقديم الأمثلة من النصوص المحقّقة لبيان ضروب هذه الأخطاء، وقدّم لمقالته بالحديث عن مزايا التحقيق الجيد لكتب التراث والفوائد التي يتيحها للدارسين، كما تطرّق إلى شروط تحقيق النص الشعري، وأنه لا بد لمن يتصدى له من أن يتوافر عليه ضبطًا وشرحًا وتخريجًا له، وأن ينسبه إلى وزنه العروضي، وأن يكشف ما به من خلل، وقد استند الكاتب في ملاحظاته إلى قراءته لثلاثة دواوين من الشعر العربي، الأول ديوان بشار بن برد الذي حققه محمد الطاهر بن عاشور، والثاني ديوان إبراهيم بن هرمة، وأخرجه محمد نفاع وحسين عطوان، والثالث ديوان امرئ القيس وشرحه حسن السندوبي، أما ديوان بشار فجاء إخراجه جيدًا، وشرح محققه الأبيات، ونسبها إلى وزنها العروضي، واهتم بتخريج الشعر، وكان للمحقق أخطاء كثيرة في وزن بعض القصائد نبّه إليها الكاتب لأن العروض جانب مهم يمكن من قراءة الشعر قراءة جيدة، وإن تحقيق الشعر لا يؤتي ثمرته، ولا يكون جادًا نافعًا بدون العروض، وفي ديوان إبراهيم بن هرمة نسب محققا شعره الأبيات إلى وزنها العروضي، ولكن بدت منهما هفوات قليلة في نسبة بعض الأبيات إلى وزنها الصحيح، ومن الممكن أن يجد القارئ لأكثر هذه الهفوات مخرجًا، أما ديوان امرئ القيس، فقد وقع محققه في خلط بين الأوزان العروضية، خاصة في إحدى قصائد المهلهل على الرغم من البون الشاسع في الموسيقا بين أبيات القصيدة، وخرج الكاتب من دراسته بمطلب وهو أنّ على من يريد تحقيق ديوان من الشعر العربي أن يلمّ إلمامًا كافيًا بالعروض.
|
|